فمن ذا الذي ندعو لكل ملمة ... وترجو إذا ما الأمر خيفت عواقبه

لقد هد ركن الدين حادث فقده ... وشابت له من كل طفل ذوائبه

وغادر ضوء الصبح أسود حالكا ... كأن الدجى ليست تزول غياهبه

ألم تر أن الأرض مادت بأهلها ... وأن الفرات العذب قد غص شاربه

سطت نوب الأيام بالعلم الذي ... تزال به عن كل شخص نوائبه

عجيب لهم أنى أقلوا سريره ... وفد ضم طودا أي طود يقاربه

وكيف ثوى البحر الخضم بحفرة ... وضاق بجداره الفضا وسباسبه

خليلي قوما فابكيا لمصابه ... بمنهل دمع ليس ترقا سواكبه

لقد آد1 إذا أودى2 وأعقب مذ مضى ... أسى يجعل الأحشا جذاذا3 تعاقبه

وأي شهاب ليس يخبو ضياؤه؟ ... وأي حسام لا تفل مضاربه؟

وأي فتى أيدي المنية أفلتت؟ ... وأي فتى وافته يوما مآربه؟

وماذا عسى نبغي من الدهر بعد ما ... أصمت4 وأصمت5 كل قلب مصائبه؟

فانظر كيف جاءت هذه القصيدة سهلة مشرقة لم تعكرها صنعة، ولم يذهب بروائها تكلف.

نقاء شعره من التاريخ:

ومما امتاز به "الخشاب" أنه لا يميل إلى التاريخ الشعري، ولا يتصل بل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015