أدر لي في الربا القدحا ... وكن للعذل مطرحا

ونبه صاح ساقيها ... فضوء الصبح قد وضحا

وثغر الدهر مبتسم ... وشادي الورق قد صدحا

وخذها من يدي رشا ... مليح قد حوى ملحا

غزال إن يلح للبد ... ر أو غصن القا افتضحا

وأطرب مسمعيك بما ... به أستاذنا امتدحا

"محمد الأمير" المر ... تجي كم آملا منحا

إمام إن تزنه بكل ... م مولى ماجد رجحا

سراج في ذكائه الوها ... ج ليل المشكلات محا

فهذه الأبيات تقطر سلاسة ورقة، ويفيض ماء الشعر من أعطافها وتبدو صفحتها نقية من الزخرف، والطلاء حتى لتشبه أعذب ما ينظم الآن من الشعر العربي السهل على ما فيها من معان خصبة وتصوير بديع، كرجحان الإمام الممدوح حين تزنه بكل مولى ماجد، وجعل الشاعر ذكاء الممدوح سراجا وهاجا يمحو المشكلات التي جعل لها ليلا.

وكان "محمد بن الحسن بن عبد الله الطيب" المتوفى سنة خمس ومائتين وألف من الهجرة شاعرا يلتزم في شعره ما لا يلزم، فلما جمع شعره في ديوان كتب الخشاب على ظاهر هذا الديوان يداعب صاحبه، فقال:

قل للرئيس أبي الحسن محمد ... خدن1 المعالي والسرى الأمجد

والحاذق2 الفطن اللبيب أخي الذ ... كاء اللوذعي3 الألمعي4 الأوحد

ألزمت نفسك في القريض مذاهبا ... ذهبت بشعرك في الحضيض الأوهد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015