وأصل بنار الخد قلبي وأطفه ... ببرد ثناياك الشهية والثغر

أ "ريبج" ذكي أنفاسك التي ... أريج شذاها قد تبسم عن عطر

معنبرة يسري النسيم بطيبها ... فتغدو رياض الزهر طيبة النشر

رشافاتك1 الألحاظ عيناه غادرت ... فؤادي في دمعي دما سائلا يجري

طويل نجاد السيف ألمى2 محجب ... شقيق المها3 زاهي البها ناحل الخصر

رقيق حواشي الطبع يغني حديثه ... عن اللؤلؤ المنظوم والدر والنثر

ولما وقفنا للوداع عشية ... وأمسى بروحي يوم جد النوى سيري

تباكي لتوديع وأبدى شقائقا4 ... مكللة5 من لؤلؤ الطل بالقطر

فهذا شاب فرنسي آخر خالطه الخشاب وأدمن الود معه، وكانت لهما مجالس وسمر، وغدو ورواح، فصفا أنسهما، وطابت مودتهما ووجد الشاعر فيه ما ارتاح له وبهره منه فتك ألحاظه، وطول نجاده، وسمرة شفته وتحجبه، وأنه شبيه بالمها زها بهاؤه ونحل خصره، ورق طبعه، وأغنى عن اللؤلؤ المنظوم والدر المنثور عذب حديثه، ووصف يوم الوداع وما لقيه من هوله، وأن صاحبه تباكى فبلل بدمع كاللؤلؤ خدودا حمرًا كالشقائق.

هذه صورة ناطقة رسمها الشاعر فجاءت رائعة فاتنة، ولم تتعثر ريشته أو ينب رسمه، والشاعر في إيداعه هذه المعاني تلك الأبيات، وفي تعبيره عن هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015