دوارع يلقين المخاوف آمنًا ... بها سر بها من كل هول ومرغم1
من اللاء لا يتركن حصنا محصنا ... ولا أنف برج شامخ غير مرغم
يطارحن أسلوب المدافع في الوغى ... بكل رجيح "وزنه" عير أخرم2
فقد روي بالوصف أخرم الذي يحتمل أن يكون مرادًا به ما هو من ألفاظ العروض، أو كمال القذيفة التي يطلقها مدفع البارجة.
بل إنك لتعثر في شعرهم على الحوار الذي يجري على ألسنة العلماء في تشقيق البحث، وتفريع المسائل بقولهم فإن قيل، وقلنا، واستمع إلى الشيخ "حسن قويدر الخليلي إذ يقول:
إن قيل: بدر قلت: ذا قريب ... وكامل في الحسن لا يغيب
والبدر فيه كلف يعيب ... وذا الرشا جماله عجيب3
والفرق ظاهر لدى من بدري
فهاتان الكلمتان "إن قيل وقلت" كلتاهما مما يدور في أفواه العلماء الأزهريين في دراسة المسائل، وتقرير البحوث العلمية، ولا ننسى كلمة والفرق ظاهر أيضا، فإنها تنحدر من هذا الوادي.
ومما يحسن أن نشير إليه أن هذا الشاعر أخذ هذا المعنى من قول البهاء زهير في مثل هذا الغرض، وهو الموازنة بدره وبدر السماء، إذ قال: "البهاء زهير":
يهنيك بدرك حاضر ... يا ليت بدري كان حاضر
حتى يبين لناظري ... من منهما زاه وزاهر
بدري أرق محاسنا ... والفرق مثل الصبح ظاهر