نابليون وعلماء الأزهر:

أدرك نابليون ما لعلماء الأزهر من نفوذٍ في الشعب, ومكانةٍ في الأمة, واستشعر أنه لكي يسوس هؤلاء الناس -أي: المصريين- لابد من وسطاء يسعون بيننا وبينهم, وكان لابد له أن يقيم منهم زعماء يوجهون الأمة برأيهم, وفضَّلهم على غيرهم؛ لأنهم أولًا: كانوا كذلك -أي: رؤساء بطبيعتهم- وثانيًا: لأنهم كانوا مفسري القرآن, ومعروف أن أكبر العقبات تنشأ عن أفكار دينية, وثالثًا: لأن للعلماء خلقًا لينًا؛ ولأنهم دون نزاعٍ أكثر أهل البلاد فضيلةً.

قدَّر نابليون الزعامة الروحية لعلماء الأزهر, واتخذ منهم سبيلًا للتفاهم مع الشعب, وألَّفَ منهم الديوان للفصل في القضايا1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015