كما يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم أثابه ودعا له، وأن الشعراء أنشدوا بين يديه واهتز لما أنشدوه، فهذه هي قتيلة أخذت النضر بن الحارث الذي كان غالبا في عداوة المسلمين بمكة يكثر أذاهم، ويلقن فتيان قريش الشعر في هجائهم أسره النبي في بدر وقتله، فجاءته أخته وأنشدته:
يا راكبا إن الأتيل مظنة ... من صبح خامسة وأنت موفق1
أبلغ به ميتا بأن تحية ... ما إن تزال بها النجائب تخفق2
مني إليك وعبرة مسفوحة ... جادت بواكفها وأخرى تخنق3
هل يسمعني النضر إن ناديته ... أم كيف يسمع ميت لا ينطق4
ظلت سيوف بني أبيه تنوشه ... لله ارحام هناك تشقق5
صبرا يقاد إلى المنية متعبا ... رسف المقيد وهو عان موثق6
أمحمد ولدتك خير نجيبة ... في قومها والفحل فحل معرق7
ما كان ضرك لو مننت وربما ... من الفتى وهو المغيظ المحنق8
فالنضر أقرب من قتلت قرابة ... وأحقهم إن كان عتق يعتق
لو كانت قابل فدية لفديته ... بأعز ما يغلى به من ينفق9