ورد إليها بهجتها، ونفى عنها ما يداخلها من الأغلاط، وخلصها من أدران العامية والدخيل، ونقاها من عجمة الأساليب، وفساد التراكيب.

ويحدث الأستاذ "عبد العزيز البشري" رحمه الله عن أثره في اللغة، فيقول:

"وفي أعقاب نهضة "المرصفي" يقبل العالمان الأديبان "الشيخ حمزة فتح الله"، و"الشيخ إبراهيم البازجي"، فيكشفان عن مجفو العربية، ويستظهران من أواضعها، وصيغها ما يدل على الكثير من الأسباب الدائرة، ويتعقبان الأخطاء الشائعة ويدلان على الصحيح الناصح1 من كلام العرب، فيأخذ الكتاب والشعراء أنفسهم بالتحري في التماس الصحيح حذر النقد، والتشهير، وكذلك تصفو اللغة، وتشرق ديباجتها2.

كان من أثر هذه العناية، وما أخذ به المدرسين من شدة المراقبة، وعسر الحساب أن طبع كثير منهم بطابعه، فتشددوا تشدده، ونسجوا على منواله، ووقفوا عند السماع وعكفوا عليه، بل تغالى بعض المفتونين منهم، وتعدوا طورهم فجعلوا يقولون، لا توجد هذه الكلمة في اللغة، ولو وجدت في شعر فحول الأدباء من أهل القرون الأولى3.

والحق أن هذه طريقة خدمت اللغة، وكان لها أثر طيب في سلامتها، ولكن الإمعان في التشدد، وهجر ما سهل من الألفاظ إلى الغريب المتوعر ربما أورث الكتابة تعقيدا وغموضا.

وكثيرًا ما كانت تعرض عليه وزارة المعارف ما تطبعه من كتب العربية، فيقوم بتصحيحها، ويخرجها سليمة من الأخطاء اللغوية والعربية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015