وهي الكتبخانة الخديوية المعروفة الشهيرة في قصر "درب الجمامير"1.

ولما أتم هذا العمل كان المجلس الخصوصي الذي خلفه مجلس النظار فيما بعد مشتغلا بجميع القوانين، واللوائح التركية، فظل يقوم بعمله حتى فصل من الخدمة في أوائل سنة 1287هـ.

وفي سنة 1288هـ عين وكيلا لديوان المكاتب الأهلية، ثم رقي إلى رتبة "المتمايز"، وفي رجب سنة 1296 أصبح وكيلا لنظارة المعارف العمومية، ورقي إلى رتبة "ميرميران"، وفي سنة 1295 ضمت إليه وظيفة الكاتب الأول بمجلس النواب مع عمله هذا حتى صار ناظرًا للمعارف العمومية سنة 1299هـ، ثم استقال مع زملائه النظار في هذا العام لفتنة سياسية، وفي أواخر هذا العام اتهم بالاشتراك مع الثورة العرابية، فسجن مع المتهمين، وقد ثبتت براءته فأفرج عنه وبقي موقوف "المعاش"، حتى التمس مقابلة الخديو، فلم يسمح له فنظم قصيدته المشهورة التي يقول في مطلعها:

كتابي توجه وجهة الساحة الكبرى ... وكبر إذا وافيت واجتنب الكبرا

مستعطفًا الخديو متنصلا مما نسب إليه، ولما عرضت على الخديو أجلها، وأحلها محلها وسمح له بالمثول بين يديه، وأقبل عليه وأعيد معاشه إليه2، ثم نظم قصيدة أخرى زادت عن سابقتها تسعين بيتا، وأشار عليه بعض أصدقائه من كبار الأمراء بالاختصار، فحذف جملة من أبياتها ثم أشار آخر بعدم مجاوزة العشرة ففعل، واقتصر على عشرة أبيات في وزنها ورويها.

وفي سنة 1303هـ سافر إلى البلاد الحجازية لأداء فريضة الحج، فقوبل من علماء "مكة والمدينة" بحفاوة بالغة، وتكريم رائع وكتب في ذلك كتابا سماه "الرحلة المكية"، وشخص في السنة التالية لزيارة "بيت المقدس"، و"الخليل" بصحبة نجله المرحوم "أمين فكري باشا"، ثم اتجها إلى "بيروت"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015