عن أبيه، وعن جمهرة من كبار الأساتذة، وعني بالأدب فكتب ونظم وراسل. وكان أحد الذين اتصلوا بالفرنسيين في مصر، فشاهد علمهم الحديث وأدواتهم الفنية وطرائفهم العملية، وأسلوبهم في التفكير والسياسة، وربما كان أكبر سبب لتطوره هو دخول الفرنسيين مصر، واتصاله الاتصال الوثيق بهم والتحاقه بديوانهم الذي أنشأوه، وقد كان ممن يترددون على المجمع العلمي، فوصف ما شاهده من مخترع حديث، وما أجري أمامه من تجارب.
ولما خرج الفرنسيون من مصر، وانتهى ديوانهم الذي ألحق للكتابة فيه انقطع للتأليف، وتفرغ للكتابة التاريخية، وظل كذلك حتى وافته منيته.
الاضطراب في تاريخ وفاته:
وقد اختلف المؤرخون في تاريخ وفاته، إلا أن "جورجي زيدان" يذكر أنه وقف على نسخة من تاريخه في مكتبة "محمد بك آصف" بمصر، جاء في آخرها أنه أتم تبييضها سنة 1237 هجرية، وعلى هامشها ما نصه بخط واضح بلغ مقابلة وقراءة على مؤلفه من أوله إلى آخره في يوم السبت المبارك 14 ربيع الأول سنة 1240 هجرية بمرأى، ومسمع من مؤلفه متع الله الوجود بطول حياته ... رقعه بيده الفانية أحمد بن حسن الرشيدي الشافعي الشهير بصومع1.
فهذا الذي نقله نص في أنه لم يمت قبل ذلك، فوفاته في سنة 1240هـ، أو فيما بعدها لا قبل ذلك كما رأى بعض المؤرخون2، أما مولده فهو سنة 1167هـ، ولم يكن كوفاته موضع اضطراب.