في مدح الشفيع، وأمثا العرب، وغير ذلك من الآثار الجليلة الدالة على مكانته السابقة في هذه النهضة.
وقد عني شقيقه "عبد الفتاح أفندي نديم"، وصديقه "محمود أفندي واصف بجمع ما عثرا عليه من آثار، وأودعاه كتابا أسمياه "سلاقة النديم" في منتخبات السيد عبد الله نديم.
والحق أن النديم كان أنجب نموذج من نماذج الشخصيات في تاريخ الأدب المصري، "ويتعذر عليك أن" تبحث عن مثيل له ذوي الأدوار -المحددة الذين تنجب طلائع النهضات في عالم الأدب والثقافة، فلا تظفر له بمثيل1.
نشر "النديم" فن الخطابة بين النشء الحديث، فكان ذلك فتحا في سجل النهضة2 إذ مرن الألسنة على القول، وفتق الأذهان للتبصر وكان صوتا انبعث في خطابته وكتابته، فاستيقظ به همم وصحت عزائم، وضرب أبلغ الأمثلة في الجهاد للرأي، والذود عن الوطن ...
نموذج من خطبه:
من خطبه في الثائرين العرابيين قوله:
من قرأ التواريخ، وعلم ما توالى على مصر من الحوادث والنوازل، عرف مقدار ما وصلتم إليه من الشرف، وما كتب لكم في صفحات التاريخ من الحسنات، فقد ارتقيتم ذروة ما سبقكم إليها سابق، ولا يلحقكم في إدراكها