تطور تسمية الجامع الأزهر:
سمي هذا الجامع عقب إنشائه بجامع القاهرة, باسم العاصمة الجديدة, وظلَّ معروفًا بهذا الاسم زمنًا طويلًا، ثم زاحمه الاسم الجديد -الأزهر- ولكنا لا نستطيع أن نحدد نشوء التسمية الجديدة.
وقد ظل معروفًا باسمه القديم إلى القرن التاسع الهجريّ؛ إذ ذكره المقريزي في خططه بهذا الاسم مضافًا إليه اسمه الجديد -الأزهر- فقال: "وهو الجامع الذي يعرف في وقتنا هذا بالجامع الأزهر, ويسمى في كتب التاريخ بجامع القاهرة1.
بل ذكره ابن خلكان -وقد تب كتابه في القرن السابع الهجريّ بما يفيد تداول الاسم الجديد, فقال في ترجمته -جوهر- وأظن هذا الجامع هو المعروف بالأزهر.
واشتهاره في عهد ابن خلكان بهذا الاسم يدل على أنه عرف به من قبل ذلك, لكن في زمنٍ غير معروفٍ بالتحديد.
وبعضهم يرى أن هذه التسمية الجديدة سرت إليه بعد إنشاء القصور الفاطمية في عهد العزيز بالله, وقد كان يطلق عليها القصور الزاهرة.
هذا, وقد تُنُوسِيَ الاسم الأول, وغلب الاسم الجديد عليه إلى اليوم, فأصبح معروفًا به فحسب.
وأما سرُّ هذه التسمية؛ فيرى فريق من المؤرخين أنه سُمِّيَ بذلك تفاؤلًا بما سيكون له من الشأن العظيم والمكانة الكبرى بإزهار العلوم فيه2.
وفي دائرة المعارف الإسلامية, أن إنشاء الفاطميين لهذا المسجد يفسر الاسم الذي أطلق عليه, فقد قيل أن الزهر إشارة إلى الزهراء, وهو لقب فاطمة التي سُمِّيَ باسمها أيضًا مقصورة في المسجد.
مكان الأزهر:
ما برح هذا الحصن الشامخ قائمًا في مكانه الذي شُيِّدَ به, منذ أكثر من ألف عام, وما زالت فيه بقية من أبنيته الفاطمية الأولى تحتل مكانها الأول داخل الصرح القائم, وهي تكاد تبلغ نصف المسجد الحالي3.