الخديو, والأخبار التي تأتي من أقطار الحجاز والسودان, وبعض وجهات أخرى, وذلك ليكون كله نتيجة للحصول على الفوائد الحسنة التي هي مقصودة ولي النعم, وتقويمًا لممارسة المأمورين الفخام, وباقي الحكام الكرام, المقلدين تدبير الأمور والمصالح، ومن كون هذا الشيء قد لاح في ضمير الذات السنية ولي النعم, صدر أمره الشريف بطبع الأمور المذكورة وانتشارها عمومًا, مستعينًا بالله، وقد سُمَّيَت واشتهرت بالوقائع المصرية, وبالله حسن النية.
وزعت الوقائع على العلماء وتلاميذ المدارس, وكبار رجال الجيش, وأرسلت إلى كريت والشام وبلاد العرب والسودان1 كما قرأها المبعوثون في أوربة2 لكن هؤلاء القراء لا يتجاوزون ستمائة قارئ, وقد كانت أخبارها إلى ذلك الحين في نطاق ضيق.
تحرير القسم العربيّ بالوقائع:
أول ما أنشئت الوقائع كانت تصدر باللغتين العربية والتركية, وقد اختلف الكتّاب فيمن أشرف على تحرير القسم العربيّ ونهض به في الوقائع، وأكبر الظن أن أول من ساعد على صياغة الأخبار صياغة عربيةً صحيحةً هو السيد: شهاب الدين محمد بن إسماعيل الخشاب, الذي عُيِّنَ بعد ذلك مصححًا أول لمطبوعات بولاق, سنة 1836م, وبقي في خدمة الوقائع والمطبعة حتى سنة 1849م, حيث انقطع عن العمل الرسميّ, ومضى يؤلف شعرًا وأهازيج ومواليا تغنى3.
وممن كان له سهمٌ في تحرير الوقائع العربية في ذلك الوقت, أحد علماء الأزهر وأدبائه, الشيخ: عبد الرحمن الصفتي4.