(حتى إذا الصبحُ لها تَنَفَّساَ ... )
(وانجابَ عنها لَيْلُها وعَسْعَسَا ... )
فالمعنى ها هُنا الظُّلْمَةُ. ومثلُهُ في (?) المعنى:
(قوارباً مِن غَيْرِ دَجْنٍ نُسَّسَا ... )
(مُدَّرِعاتِ الليلِ لَمّا عَسْعَسَا ... )
نُسَّسٌ: يُبَّسٌ من شِدَّةِ العَطَشِ (?) .
ثُمَّ الشَّمِيطُ (?) من اللَّيلِ، وكأَنَّهُ عندنا مُشَبَّهٌ بالشيب لبياضِ الفَجْرِ في سَوادِ الليلِ، كالشَّيْبِ في الشعرِ الأسودِ.
وقالوا أيضاً: انْفَلَقَ الصُّبْحُ. وقالوا: عند فَلَق الصُّبْحِ، وفَرَقِ الصُّبْحِ، بالراءِ (?) . وقالَ اللهُ جَلَّ وعَزَّ: {قُل أَعوذُ برَبِّ الفَلَق} (?) مِن ذلكَ.
والفَلَقُ أيضاً: الطريقُ لفَلَقِ الجَبَلَيْنِ بينهما.
وتَمِيمٌ تقولُ: فَرَقُ الصُّبْحِ، بالراءِ. وقالَ أبو دُوَادٍ (?) :
(وحِلالٍ ذَعَرْتُ في فَلَقِ الصُّبْحِ ... بأَرْضِهِ وحَوْمٍ سُكُونِ)
وقالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ (?) :
(أَشْهَى حديثَ النَّدْمانِ في فَلَقِِ الصُّبْحِ ... وصَوْتَ المُسامِرِ الغَرِدِ)
والصَّدِيعُ أيضاً الصُّبْحُ. وقالَ عَمْرو بنُ معدي كرَب (?) :
(به السِّرْحانُ مُفْتَرِشاً يَدَيْهِ ... كأنَّ بياضَ لَبَّتِهِ الصَّدِيعُ)
(15 أ) والأَسْفارُ أنْ تُرَى مواقِعُ النَّبْلِ. يُقالُ: أَتَيْتُهُ في سَفَرِ الصُّبْحِ والفَجْرِ.