وقال أبو بكر بن عبد الله بن أحمد بن محمد ابن روزبه الفارسي في كتاب التبصر والتذكر أنشدنا أبو القاسم إبراهيم ابن إسحاق بن محمد بن هاشم البغدادي الديباجي بهمدان، أنشدنا أبو عصمة محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن خلف بن المهلّب السختياني بالبصرة لنفسه:
أنْبَأنا خيرُ بني آدمٍ ... وما على أحمد إلاَّ البلاغْ
الناسُ مغبونون في نعمتَيْ ... صحة أبدانهم والفراغْ
أخرجه ابن النجّار في تاريخ بغداد من طريق ابن روزبة أنه قرئ عليه هذا في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان أنبأنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمد الفقيه بهمدان، أنشدنا أبو القاسم إبراهيم بن إسحاق الديباجي أنشدنا أبو عصمة محمد بن أحمد السختياني لنفسه، فذكرهما.
وقال شمس الدين محمد بن محمد بن الموصلي:
ومنكرٌ قتلُ شهيدِ الهوى ... ووجهُه يُنبئ عن حالِ
اللونُ لونُ الدمِ في خدّه ... والريحُ ريحُ المسك في خاله
وقال أبو الصدر سليمان الحنفي:
دمُ الشهيد يحكي ... ورداً نجدا لتركي
اللونُ لون دمٍ ... والريحُ ريحُ مسكِ
وقال شمس الدين بن العفيف التلمساني:
مثل الغزال نظرةً ولفتةً ... من ذا رآه مُقبلاً ولا افتَتَنْ
أعذب خلقِ الله ثغراً وفماً ... إن لم يكنْ أحقَّ بالحُسْنِ فَمَنْ
في ثغره وخدّه وصدغه ... الماءُ والخضرة والوجه الحَسَنْ
وقال الجمال بن نباتة:
عن خدّه منع الرقي ... ب وبعده داجي عذاره
واهاً لها من جنّةٍ ... حُفَّتْ بأنواع المكارِه
وقال محمد بن إبراهيم التجاني:
قطعت باللحْظ من بُستان وجنته ... تفاحةً ضرّجتها حُمرةُ الخفَرِ
وقلت هذا أمان من قطيعته ... فالشرع قد نصَّ أن لا قطع في ثَمرِ
وقال محمد بن مسعود العشامي الأصبهاني، المعروف بالفخر النحوي:
ولمّا أنْ تولَّيْتَ القضايا ... وفاض الجودُ من كفَّيْك فيضا
ذُبِحْتَ بغير سكِّين وإنّا ... لنرجو الذَّبح بالسكِّين أيضا
وقال القاضي أبو عبد الله محمد بن حشيشة المقدسي:
طول اللحى زينُ القضاة وفخرُهم ... وتميّزٌ عن غاغةٍ سفهاء
لو كانَ في قصرٍ لها فخرٌ بها ... لم يُرْوَ فيها سُنّةُ الإعفاء
وقال الإمام أبو محمد عبد الحق الإشبيلي، الحافظ، مصنف الأحكام والجمع بين الصحيحين وغير ذلك:
إنَّ في الموت والمعاد لشُغْلاً ... وادّكاراً لذي النُّهى وبلاغا
فاغتنمْ خطَّتين قبل المنايا ... صحّة الجسم يا أخي والفراغا
وقال أبو المعالي رجب بن قحطان الأنصاري الحنبلي المقرئ:
إنَّما المرء خِلاصٌ جائز ... فإذا جرّبْتَه فهو شَبَهْ
وتراه راقداً في غفلة ... وهو حيٌّ فإذا مات انتبهْ
وقال عتاهية بن أبي العتاهية:
قد أفلح الصامت الصّموتُ ... كلام راعي الكلام قوتُ
ما كلُّ نطق له جوابٌ ... جواب ما تكره السكوتُ
وقال أبو الجوائز الحسن بن علي الواسطي:
دَعِ النّاس طُرّاً واصرف الوُدَّ عنهُم ... إذا كنتَ في أخلاقهم لا تُسامِحُ
ولا تبغِ من دهرٍ تظاهرَ رَنْقُه ... صفاء بنيه فالطباع جوامحُ
وشيئان معدومان في الأرض درهمٌ ... حلال وخِلُّ في المودَّة ناصحُ
وقال شرف الدين الحسين بن علي بن مصدق الواسطي:
دمشق في أوصافها ... جنّةُ خُلدٍ راضيه
أما ترى أبوابها ... قد جُعِلتْ ثمانيه
وقال أبو العلاء صاعد بن الحسن اللغوي:
ومهفهفٍ أبهى من القمر ... قمر الفؤاد بفاتن النظرِ
خالسْتُه تفاح وجْنته ... فأخذْتها منه على غَررِ
فأخافني قومٌ فقلت لهم ... لا قطعَ في ثمرٍ ولا كثرِ
وقال أبو الحسن صدقة بن الحسين الواعظ:
أُوصيك يا عمّ خيراً ما استطعت فما ... يبقى عليك سوى ما أنت عاملُهُ
لا المال يدفعُ بأساً إن أتاك ولا ... يردّ عنك الرَّدى إن أنت فاعلهُ
فامهَدْ لنفسِك قبل الموت مُجتهداً ... فعاجل الموتِ في التحقيق آجلهُ
هداك ربُّك للتقوى وبصَّرك الر ... شاد وانزاح عن معناك باطِلهُ