أنفقْ ولا تخشَ إقلالاً فقد قُسِمتْ ... بين العباد مع الآجال أرزاقُ

لا ينفع البخل مع دنيا مولِّيةٍ ... ولا يضرُّ مع الإقبال إنفاقُ

وقال آخر:

إذا الإخوان فاتهم التلاقي ... فلا شيءٌ أعزَّ من الكتابِ

إذا كتب الصديقُ إلى أخيه ... فحقُّ كتابه ردُّ الجوابِ

وقال ابن عنين:

الرزقُ يأتي وإن لم يَسْعَ صاحبُه ... حتماً ولكن شقاء المرء مكتوبُ

وفي القناعة كنز لا نفاد له ... وكلُّ ما يملك الإنسانُ مسلوبُ

وللشيخ كمال الدين الشمني والد شيخنا:

حافظ على الأنفاس والساعاتِ ... وأخرج النفس من العاداتِ

وائتِ التكاليف بلا تكلُّفٍ ... فقرّةُ العينين في الطاعات

وما تقرَّبَ امرؤ بقربةٍ ... مثل أداء الفرض في الأوقاتِ

والزمْ فعال النفل من عبادةٍ ... تخلعْ عليك أشرف الصفاتِ

ولا تجرِّد عملاً من نية ... فإنَّما الأعمالُ بالنياتِ

وأخرج العسكري في الأمثال عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: كرم الرجل تقواه، ومروءته عقله، وحسبه خلقه. وقال: أخذ هذا الكلام أبو العتاهية فقال:

كرم الفتى التقوى وقوَّتُه ... مَحْضُ اليقين ودينُه حَسبه

والأرض طينته وكل بني ... حواءَ فيها واحدٌ نسبه

قال: وأخذ أبو العتاهية حديث: الخلق عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله فقال:

عيالُ الله أكرمهم عليه ... أبثّهم المكارمَ في عياله

ولم نرَ مُثنياً في ذي فَعالٍ ... عليه قطُّ أفصح من فعاله

ونقله إلى آخر فقال:

الخلقُ كلُّهم عيا ... ل الله تحت ظلاله

فأحبهم طراً إلي ... هـ أبرُّهم بعياله

وقال الشيخ تاج الدين بن مكتوم في تذكرته: أنشدني الشيخ محي الدين بن سيد الناس، قال: أنشدني أبي لنفسه:

بادر إلى الخيرات واعمل بها ... فإنَّما المرء بآماله

لا بدّ أن يُسألَ عن جاهه ... كمثل ما يسأل عن ماله

وقال أبو المظفر بن السمعاني في أماليه: أنشدنا الإمام والدي، قال: أنشدنا الأديب أبو عمرو عثمان بن محمد البقالي لنفسه بخوارزم:

لم ترفع القصر وتبنيه ... وتجمع المال وتقنيهِ

اسمع حديثاً قاله المصطفى ... بوجه إعلام وتنبيهِ

من حسن إسلام المرء تركه ... مجتنباً ما ليس يعنيهِ

وأنشد الشيخ تاج الدين بن مكتوم لحسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه:

يناديهمُ يومَ الغدير نبيُّهم ... بِخُمٍّ فأسمعْ بالرَّسول مناديا

وقالَ فمن مولاكم ووليُّكم ... فقالوا ولم يُبدوا هناك تعاميا

إلهك مولانا وأنت وليُّنا ... ولم يُلْفَ منا في الولاية عاصيا

فقالَ له قم يا عليُّ فإنني ... رضيتك من بعدي إماماً وهاديا

فمنْ كنتُ مولاه فهذا وليُّه ... فكونوا له أنصارَ صدقٍ مواليا

هناك دعا اللهم والِ وليَّه ... وكن بالذي عادى عليّاً معاديا

السيد الحميري:

يا بائع الدّينِ بدنياه ... ليس بهذا أمر اللهُ

من أين أبغضت إمام الهدى ... وأحمدُ قد كانَ يهواه

من الذي أحمدُ من بينهم ... بيوم خُمٍّ ثم ناداه

أقامه من بين أصحابه ... وهم حواليه وسماه

هذا عليّ بن أبي طالب ... مولى لمن كنت به مولاه

وقال:

إذا أنا لم أحفظ وصاةَ محمدٍ ... ولا عهده يوم الغدير مؤكَّدا

فإنّي كمن يشري الضلالةَ بالهدى ... تنصَّرَ من بعد التقى أو تهوّدا

وقال أبو الحسن علي بن الحسن الكاتب، يعرف بابن الماشطة، كان في أيام المقتدر نائبه، أورده ياقوت في معجم الأدباء:

إذا عمِّر الإنسانُ تسعين حجةً ... فأبلغْ به عمراً وأجدرْ به شكرا

لأنّ رسولَ الله قد قالَ معلناً ... ألا إنّ ربّي واعد مثله غفرا

وقال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي إمام الشافعية:

يحذِّرنا قومٌ حدوثَ شدائد ... فقلت لهم مهلاً فذلك لا يُدرى

فلا تجزعوا مما يقال فإنّه ... إذا أنزل الله البلا أنزل الصبرا

وقال أبو الفتح البستي:

من شاء عيشاً رخيّاً يستفيدُ به ... في دينه ثم في دنياه إقبالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015