خروج المهدي على ما تقضي به النصوص الصحيحة في اسمه واسم أبيه ونسبه وصفاته ووقت خروجه، لا يتجاوزون ما جاء في الأحاديث في ذلك، ولخروجه أمارات وعلامات تسبقه، وذكرها أهل العلم.
قال العلامة السفاريني: "قد كثرت الأقوال في المهدي، حتى قيل: لا مهدي إلا عيسى، والصواب الذي عليه أهل الحق أن المهدي غير عيسى، وأنه يخرج قبل نزول عيسى عليه السلام، وقد كثرت بخروجه الروايات؛ حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنة؛ حتى عد من معتقداتهم ... ".
إلى أن قال: "وقد روي عمن ذكر من الصحابة وغير من ذكر منهم - رضي الله عنهم - بروايات متعددة وعن التابعين بعدهم ما يفيد مجموعة العلم القطعي؛ فالإيمان بخروج المهدي واجب؛ كما هو مقرر عند أهل العلم، ومدون في عقائد أهل السنة والجماعة".
ثم قال السفاريني في بيان سيرته: "قال أهل العلم: يعمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوقظ نائما، ويقاتل على السنة؛ لا يترك سنة إلا أقامها، ولا بدعة إلا رفعها، ويقوم بالدين آخر الزمان كما قام به النبي صلى الله عليه وسلم؛ يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويرد إلى المسلمين ألفتهم ونعمتهم، يملأ الأرض قسطا وعدلاً كما ملئت ظلما وجورًا".
وقال في وصفه - أيضا -: "ثم يخرج رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، مهدي، حسن السيرة، يغزو مدينة قيصر، وهو آخر أمير من أمة محمد، يخرج في زمانه الدجال، وينزل عيسى بن مريم".
قال: "ونقل العلامة الشيخ مرعي في كتابه"فوائد الفكر" عن أبي الحسن محمد بن الحسين؛ أنه قال: قد تواترت الأحاديث واستفاضت بكثرة رواتها عن