لما لهم من القاصد إلى غيره، ويكونون في غاية الإفك والفجور في أقوالهم وأفعالهم؛ كما قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} 1.

وهذا بخلاف حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فإنهم في غاية الصدق والرشد والاستقامة والعدل فيما يقولونه ويأمرون به وينهون عنه، مع ما يؤيَّدون به من الخوارق للعادات والأدلة الواضحات والبراهين الباهرات؛ فصلوات الله وسلامه عليهم دائما مستمرًا ما دامت الأرض والسماوات.

وليس الناس بحاجة إلى بعثة نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم؛ لكمال شريعته، ووفائها بحاجة البشرية.

وماذا عسى أن يقتضي بعثة نبي جديد بعد محمد صلى الله عليه وسلم؟!.

وإن قيل: إن الأمة قد فسدت؛ فالعمل على إصلاحها يحتاج إلى بعثة نبي جديد.

قلنا: هل بعث نبي في الدنيا لمجرد الإصلاح حتى يبعث في هذا الزمان لمجرد هذا الغرض؟!

إن النبي لا يبعث إلا ليوحى إليه، ولا تكون الحاجة إلى الوحي إلا لتبليغ رسالة جديدة، أو إكمال رسالة متقدمة، أو لتطهيرها من شوائب التحريف والتبديل، فلما قضت كل هذه الحاجات إلى الوحي بحفظ القرآن وسنة محمد صلى الله عليه وسلم وإكمال الدين على يده صلى الله عليه وسلم؛ فلم تبق الحاجة الآن إلى الأنبياء، وإنما هي إلى المصلحين) . انتهى بتصرف يسير من (الرد على القاديانية) .

وقد أعلن الله ختم النبوات والرسالات بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: {مَا كَانَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015