نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء"، رواه البخاري.
وعن جابر بن سمرة؛ قال: "رأيت خاتما في ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه بيضة حمام"، رواه مسلم.
قال الحافظ في (الفتح) : "قال القرطبي: اتفقت الأحاديث الثابتة على أن خاتم النبوة كان شيئا بارزًا أحمر عند كتفه الأيسر، قدره إذا قلل قدر بيضة الحمامة، وإذا كبر جمع اليد1، والله أعلم".
قال العلماء: السر في ذلك أن القلب في تلك الجهة.
قال السهيلي: "وضع خاتم النبوة عند كتفه صلى الله عليه وسلم؛ لأنه معصوم من وسوسة الشيطان، وذلك الموضع يدخل منه الشيطان".
وقال الحافظ ابن كثير: "فمن رحمة الله تعالى بالعباد إرسال محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء المرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له، وقد أخبر الله - تبارك وتعالى - في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده؛ ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده؛ فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل، ولو تخرف وشعبذ وأتى بأنواع السحر والطلاسم والنيرنجيات؛ فكلها محال وضلال عند أولي الألباب؛ كما أجرى الله تعالى على يد الأسود العنسي باليمن ومسيلمة الكذاب باليمامة من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة ما علم كل ذي لب وفهم وحجى أنهما كاذبان ضالان لعنهما الله، وكذلك كل مدع لذلك إلى يوم القيامة، حتى يختموا بالمسيح الدجال؛ فكل واحد من هؤلاء الكذابين يخلق الله معه من الأمور ما يشهد العلماء والمؤمنون بكذب من جاء بها.
وهذا من تمام لطف الله تعالى بخلقه؛ فإنهم بضرورة الواقع [أي: الكذابون] لا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر؛ إلا على سبيل الاتقاء، أو