وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} 1، وقال لموسى وهارون عليهما السلام: {إنَّني معكُما أسمَعُ وأَرَى} 2؛ فأعلم عز وجل أنه يرى أعمال بني آدم، وأن رسوله وهو بشر يرى أعمالهم - أيضا، وقال: {أَلَم يَرواْ إلى الطَّيْر مسخَّراتٍ في جَوِّ السماء} 3، وبنو آدم يرون - أيضا - الطير مسخرات في جو السماء.
وقال عز وجل: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} 4، وقال: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} 5؛ فثبت ربنا لنفسه عينا، وثبت لنبي آدم أعينا؛ فقال: {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} 6؛ فقد أخبرنا ربنا أن له عينا لبني آدم أعينا.
وقال لإبليس لعنه الله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ} 7، وقال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} 8؛ فثبت ربنا جلَّ وعلا يدين وخبرنا أنَّ لبني آدم يدين.
أفتلزم عند هؤلاء الفسقة: أن ما يثبت ما أثبته الله في هذه أن يكون مشبها خالقه بخلقه؟!، حاش لله أن يكون هذا تشبيها كما ادعوا لجهلهم بالعلم ... " انتهى كلامه.
هذا مما رد إمام الأئمة محمد بن خزيمة على الجهمية وتلاميذهم، وهو رد مفحم، لا يستطيعون الإجابة عنه، وقد رد عليهم - أيضا - كبار الأئمة، ومن أمثال الإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم، ولا تزال ردودهم والحمد لله بأيدي أهل السنة والجماعة.
ونسوق من ذلك نموذجا من رد شيخ الإسلام ابن تيمية على طائفة من هؤلاء زعمت أن النصوص التي وردت في الكتاب والسنة في صفات الله عز وجل هي من قبيل المتشابه الذي استأثر الله بعلمه ولا يعلم معناه إلا هو؛ فهذه النصوص بزعمهم ليست على ظاهرها؛ لأن ظاهرها عندهم التشبيه، بل لها