يغريني بقتلك فَقَالَ الشّعبِيّ لَو كَانَ رآك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا استكثرني فَبلغ ذَلِك ملك الرّوم ففكر فِي عبد الْملك فَقَالَ لله أَبوهُ وَالله مَا أردْت إِلَّا ذَلِك وَمن الْمَنْقُول عَن هِشَام بن عبد الْملك قَالَ هِشَام لمؤدب وَلَده إِذا سَمِعت مِنْهُ الْكَلِمَة العوراء فِي الْمجْلس بَين جمَاعَة فَلَا تؤنبه لتخجله وَعَسَى أَن ينصر خطاه فَيكون نصر للخطأ أقبح من ابْتِدَائه بِهِ وَلَكِن احفظها عَلَيْهِ فَإِذا خلا فَرده عَنْهَا وَمن الْمَنْقُول عَن السفاح أخبرنَا سعيد الْبَاهِلِيّ عَن أَبِيه قَالَ حَدثنِي من حضر مجْلِس السفاح وَهُوَ أحسد مَا كَانَ لبني هَاشم والشيعة ووجوه النَّاس فَدخل عبد الله بن حُسَيْن بن حسن وَمَعَهُ مصحف فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أعطنا حَقنا الَّذِي جعله الله لنا فِي هَذَا الْمُصحف فأشفق النَّاس أَن يَجْعَل السفاح بِشَيْء إِلَيْهِ وَلَا يُرِيدُونَ ذَلِك فِي شيخ بنى هَاشم أَو يعيا لجوابه فَيكون ذَلِك نقصا عَلَيْهِ وعارا فَأقبل إِلَيْهِ غير مغضب وَلَا منزعج فَقَالَ أَن جدك عليا كَانَ خيرا مني وَأَعْدل ولي هَذَا الْأَمر فَأعْطى جديك الْحسن وَالْحُسَيْن وَكَانَا خيرا مِنْك شيا وَكَانَ الْوَاجِب أَن أُعْطِيك مثله فَإِن كنت فعلت فقد أنصفتك وَإِن كنت زدتك فَمَا هَذَا جزائي مِنْك فَمَا رد عبد الله إِلَيْهِ جَوَابا وَانْصَرف وَالنَّاس يعْجبُونَ من جَوَابه لَهُ
وروى ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ أول خطْبَة خطبهَا السفاح فِي قَرْيَة يُقَال لَهَا العباسية فَلَمَّا صَار إِلَى مَوضِع الشَّهَادَة من الْخطْبَة قَالَ رجل من آل أبي طَالب فِي عُنُقه مصحف فَقَالَ أذكرك الله الَّذِي ذكرته إِلَّا أنصفتني من خصمي وحكمت بيني وَبَينه بِمَا فِي هَذَا الْمُصحف فَقَالَ لَهُ وَمن ظلمك قَالَ أَبُو بكر الَّذِي منع فَاطِمَة فدكا قَالَ وَهل كَانَ بعده أحد قَالَ نعم من قَالَ عمر قَالَ على ظلمكم قَالَ نعم قَالَ وَهل كَانَ بعده أحد قَالَ نعم قَالَ من قَالَ عُثْمَان قَالَ وَأقَام على ظلمكم قَالَ نعم قَالَ وَهل كَانَ بعده أحد قَالَ نعم قَالَ عَليّ قَالَ وَأقَام على ظلمكم قَالَ فأسكت الرجل