فقبضوا عَلَيْهِ وَالْكَلب يراهم فَخرج الْكَلْب وَقد لحقته جِرَاحَة فجَاء إِلَى بَيت صَاحبه يعوي وافتقدت أم الرجل ابْنهَا فأثبتت أَن الْجراح الَّتِي بالكلب من فعل من قتل ابْنهَا وَأَنه قد تلف فأقامت عَلَيْهِ المأتم فَطُرِدَتْ الْكلاب عَن بَابهَا فَلَزِمَ ذَلِك الْكَلْب طلب الْقَاتِل فاجتاز الْقَاتِل وَهُوَ رابض فَعرفهُ فنهشه وعلق بِهِ فاجتهد المجتازون فِي تخليصه مِنْهُ فَلم يُمكنهُم وَارْتَفَعت ضجة وَجَاء حارس الدَّرْب فَقَالَ إِنَّه لم يعلق هَذَا الْكَلْب بِالرجلِ إِلَّا وَله مَعَه قَضِيَّة وَلَعَلَّه الَّذِي جرحه وَخرجت أم الْقَتِيل فرأت الْكَلْب مُتَعَلقا بِالرجلِ وَسمعت كَلَام الحارس فَذكرت بِأَن هَذَا الرجل مِمَّا كَانَ يعادي ابْنهَا فَوَقع فِي نَفسهَا أَنه قَاتله فتعلقت وَادعت عَلَيْهِ الْقَتْل وارتفعا إِلَى صَاحب الشرطة فحبسه بعد أَن ضرب وَلم يقر وَلزِمَ الْكَلْب بَاب الْحَبْس فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام أطلق الرجل فَلَمَّا خرج علق بِهِ الْكَلْب فَفرق بَينهمَا وَمَا زَالَ يسْعَى خَلفه ويصيح إِلَى أَن دخل بَيته فَدخل خَلفه وَمَعَهُ صَاحب الشرطة من حَيْثُ لَا يعلم فكبس الدَّار فَأقبل الْكَلْب بمخاليبه مَوضِع الْقَتِيل فنبش فَوجدَ الرجل فَضرب الْمُتَّهم فَأقر على نَفسه وعَلى البَاقِينَ فَقتل وصلبوا
وَحدثنَا مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن شَدَّاد قَالَ رَأَيْت رجلا لَهُ كلب يقربهُ ويغطيه بديباج كَانَ عَلَيْهِ فَسَأَلته عَن السَّبَب فَقَالَ كَانَ لي رَفِيق يعاشرني فخرجنا فِي سفر وَكَانَ فِي وسطي هميان فِيهِ جملَة دَنَانِير وَمَعِي مَتَاع كثير فنزلنا فِي مَوضِع فَعمد إليّ فأوثقني كتافاً وَرمى بِي فِي وادٍ وَأخذ مَا كَانَ معي وَمضى وَقعد هَذَا الْكَلْب معي ثمَّ تركني وَمضى فَمَا كَانَ بأسرع من أَن وافاني وَمَعَهُ رغيف فطرحه بَين يَدي فأكلته وَلم أزل أحبو إِلَى مَوضِع فِيهِ مَاء فَشَرِبت مِنْهُ وَلم يزل الْكَلْب معي بَاقِي لَيْلَتي ثمَّ نمت فَفَقَدته فَمَا كَانَ بأسرع إِن وافاني وَمَعَهُ رغيف فأكلته فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث غَابَ عني فَقلت يمْضِي ويجيئني بالرغيف فجَاء وَمَعَهُ الرَّغِيف فَرمى