الاذكياء (صفحة 218)

فَقَالَ شن أَتَرَى هَذَا الزَّرْع قد أكل أم لَا فَقَالَ يَا جَاهِل أما ترَاهُ قَائِما فمرا بِجنَازَة فَقَالَ أَتَرَى صَاحبهَا حَيا أَو مَيتا فَقَالَ مَا رَأَيْت أَجْهَل مِنْك أَترَاهُم حملُوا إِلَى الْقُبُور حَيا ثمَّ سَار بِهِ الرجل إِلَى منزله وَكَانَت لَهُ ابْنة تسمى طبقَة فَقص عَلَيْهَا الْقِصَّة فَقَالَت أما قَوْله أتحملني أم أحملك فَأَرَادَ تُحَدِّثنِي أم أحَدثك حَتَّى نقطع طريقنا وَأما قَوْله أَتَرَى هَذَا الزَّرْع قد أكل أم لَا فَأَرَادَ بَاعه أَهله فَأَكَلُوا ثمنه أم لَا وَأما قَوْله فِي الْمَيِّت فَإِنَّهُ أَرَادَ اترك عقبا يحيا بِهِ ذكره أم لَا فَخرج الرجل فحادثه ثمَّ أخبرهُ بقول ابْنَته فَخَطَبَهَا إِلَيْهِ فَزَوجهُ إِيَّاهَا فحملها إِلَى أَهله فَلَمَّا عرفُوا عقلهَا ودهاءها قَالُوا وَافق شن طبقَة

قَالَ حَدثنِي أَبُو مُحَمَّد بن داسته أَن رجلا اعْترض جَارِيَة فِي الطَّرِيق فَقَالَ لَهَا أبيدك صَنْعَة قَالَت لَا وَلَكِن برجلي تَعْنِي أَنَّهَا رقاصة قَالَ المحسن وحَدثني أَنه سمع امْرَأَة تخاصمت مَعَ زَوجهَا فَقَالَت لَهُ طَلقنِي فَقَالَ لَهَا أَنْت حُبْلَى حَتَّى إِذا ولدت طَلقتك قَالَت مَا عَلَيْك مِنْهُ قَالَ فإيش تعملين بِهِ قَالَت اقعده على بَاب الْجنَّة فقاعي فَقلت لعجوز كَانَت تتوسط بَينهمَا إيش معنى هَذَا قَالَت تُرِيدُ أَن تشرب مَاء السداب وتتحمل سداباً عَلَيْهِ أدوية لتسقط فَيلْحق الصَّبِي بِالْجنَّةِ فَيكون كالفقاعي

قَالَ أَبُو بكر ابْن الْأَزْهَر حَدثنِي بعض إخْوَانِي أَن رجلا كَانَ بالأهواز وَكَانَ لَهُ ثروة ونعمة وَأهل فَسَار إِلَى الْبَصْرَة مرّة فَتزَوج بهَا فَكَانَ يَأْتِي تِلْكَ الْمَرْأَة فِي السّنة مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَكَانَ للبصرية عَم يكاتبه فَوَقع كتاب مِنْهُ فِي يَد الأهوازية فَعمِلت الْحَال فَكتبت إِلَيْهِ من حمية الْبَصْرِيّ بِأَن امْرَأَتك قد مَاتَت فَالْحق فقرأه ثمَّ أَخذ فِي إصْلَاح أمره ليخرج فَقَالَت الأهوازية إِنِّي أَرَاك مَشْغُول الْقلب وأظن أَن لَك بِالْبَصْرَةِ امْرَأَة فَقَالَ معَاذ الله فَقَالَت لَا أقنع بِقَوْلِك دون يَمِينك فتحلف بِطَلَاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015