فاشترينا لَهُ طَعَاما فَلَمَّا شبع قَالَ حَاجَتكُمْ قُلْنَا اخْتَلَفْنَا فِي نصف بَيت فَقَالَ مَا هُوَ قُلْنَا يَا بديع الْحسن فَمَا تلعثم وَالله إِن قَالَ
(يَا بديع الْحسن حاشا ... لَك من هجر بديع)
فَقَالَ لَهُ دعبل زِدْنِي بَيْتا فَقَالَ
(وَبِحسن الْوَجْه عوذتك ... من سوء الصَّنِيع)
فَقَالَ لَهُ الَّذِي مَعنا ولي بَيت فَقَالَ نعم وعزازة وكرامة
(وَمن النخوة يستعفيك ... لي ذل الخضوع)
فَقلت استودعك الله فَقَالَ انتظروا أزدكم بَيْتا آخر فَقَالَ
(لَا يعب بعضك بَعْضًا ... كن جميلاً فِي الْجَمِيع)
وَمن الفطنة الْكَلَام الموجه الَّذِي يحْتَمل الْمَدْح والذم وَمِنْه قَول المتنبي
عَدوك مَذْمُوم بِكُل لِسَان فَإِنَّهُ يحْتَمل الْمَدْح وَيحْتَمل الذَّم وَوجه الذَّم أَن يكون الْمَذْكُور دنيا وَلَا يعادي الدني إِلَّا مثله وَكَذَلِكَ قَوْله
وَالله سر فِي علاك يحْتَمل الْمَدْح أَي سر لَا يطلع عَلَيْهِ فِي تَقْدِيم مثلك قَالَ شَاعِر فَأَرَادَ أَن يكثر عَلَيْهِ فَقَالَ لأهل الْبَلَد
(وتشابهت سور الْقُرْآن عليكمو ... فقرنتم الْأَنْعَام بالشعراء)
ومدح رجل رجلا يُقَال لَهُ
(يسير فَقَالَ فِي مدحه ... وَفضل يسير فِي الْبِلَاد يسير)