(وَأكْرم نَفسِي أنني أَن أهنتها ... وحقك لم تكرم على أحد بعدِي)
فَقلت لَهُ تكرمها بِمثل هَذَا فَقَالَ نعم واستغني عَن سفلَة مثلك إِذا سالمته يَقُول صنع الله لَك فَقلت ترَاهُ عرفني فأسرعت فصاح بِي يَا أصمعي فَالْتَفت إِلَيْهِ فَقَالَ
(لنقل الصخر من قلل الْجبَال ... أحب إِلَيّ من منن الرِّجَال)
(يَقُول النَّاس كسب فِيهِ عَار ... وكل الْعَار فِي ذل السُّؤَال)
حَدثنَا أَبُو الطّيب بن هرثمة قَالَ كنت مجتازاً بِبَغْدَاد ومخنث يمشي فرأته امْرَأَة وَكَانَ حسن الْبدن فَقَالَت لَيْت عَليّ شَحم هَذَا المخنث فَقَالَ لَهَا المخنث مَعَ بغاي فشتمته فَقَالَ لَهَا كَيفَ صَار تأخذين الْجيد وتدعين الردئ وَدخل رجل إِلَى الْحمام فَرَأى مخنثاً بَين يَدي حطمي فَقَالَ الرجل أَعْطِنِي مِنْهُ قَلِيلا فَأبى فَقَالَ الرجل كل قفيز بدرهم فَقَالَ المخنث كل أَرْبَعَة أَقْفِزَة بدرهم احسب حِسَابك كم يصيبك بِلَا شَيْء
قَالَ طراد بن مُحَمَّد ابْن يَهُودِيّا نَاظر مُسلما أَظُنهُ قَالَ فِي مجْلِس المرتضي فَقَالَ الْيَهُودِيّ إيش أَقُول فِي قوم سماهم الله مُدبرين يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه يَوْم حنين فَقَالَ الْمُسلم فَإِذا كَانَ مُوسَى أدبر مِنْهُم قَالَ لَهُ كَيفَ قَالَ لِأَن الله تَعَالَى قَالَ ولى مُدبرا وَلم يعقب وَهَؤُلَاء مَا قَالَ فيهم وَلم يعقبوا فَسكت قَالَ نصر بن سيار قلت لأعرابي هَل أتخمت قطّ فَقَالَ أما من طَعَامك وَطَعَام أَبِيك فَلَا فَيُقَال أَن نصراحم من هَذَا الْجَواب أَيَّامًا
قَالَ رجل من الْيَهُود لعَلي بن أبي طَابَ مَا دفنتم نَبِيكُم حَتَّى