الصباغ في كتابه "الشامل" عن أصحابنا، وكذا نقله غيرُهما من أصحابنا عن الأصحاب مطلقًا، واحتجُّوا بحديث:
[3/ 992] رويناه في سنن البيهقي، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَقُولُوا رَمَضَانُ، فإنَّ رَمَضَانَ اسْمٌ مِنْ أسْماءِ اللَّهِ تَعالى، وَلَكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ" وهذا الحديث ضعيف ضعَّفه البيهقيُّ والضعف عليه ظاهر، ولم يذكرْ أحدٌ رمضانَ في أسماء الله تعالى مع كثرة مَنْ صنَّف فيها. والصوابُ والله أعلم، ما ذهب إليه الإِمام أبو عبد الله البخاري في صحيحه وغير واحد من العلماء المحقِّقين أنه لا كراهةَ مطلقًا كيفما قال، لأن الكراهةَ لا تثبتُ إلا بالشرع، ولم يثبتْ في كراهته شيء، بل ثبتَ في الأحاديث جواز ذلك، والأحاديث فيه من الصحيحين وغيرهما أكثر من أن تُحصر.
ولو تفرَّغتُ لجمع ذلك رجوتُ أن يبلغ أحاديثه مئين، لكن الغرضَ يحصل بحديث واحد، ويكفي من ذلك كله:
[4/ 993] ما رويناه في صحيحي البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛
أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ" وفي بعض روايات الصحيحين في هذا الحديث "إذَا دَخَلَ رَمَضَانُ" وفي رواية لمسلم "إذَا كانَ رَمَضَان" وفي الصحيح "لا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ" (?) وفي الصحيح "بُنِيَ الإِسْلامُ