السَّلام أجزأه ذلك وكان جوابًا، هذا هو المذهب الصحيح المشهور الذي نصّ عليه إمامنا الشافعي رحمه الله في "الأُم" وقال به جمهور من أصحابنا. وجزم أبو سعد المتولّي من أصحابنا في كتابه "التتمة" بأنه لا يجزئه ولا يكون جوابًا، وهذا ضعيف أو غلط، وهو مخالفٌ للكتاب والسنّة ونصّ إمامنا الشافعي.

أما الكتاب فقال الله تعالى: {قالُوا سَلامًا، قالَ سَلامٌ} [هود:69] وهذا وإن كان شرعًا لِما قَبْلنا فقد جاء شرعنا بتقريره، وهو حديث أبي هريرة الذي قدَّمناه (?) في جواب الملائكة آدم صلى الله عليه وسلم، فإن النبيّ صلى الله عليه وسلم أخبرنا "أن الله تعالى قال: هي تحيتك وتحية ذرّيتك" وهذه الأمة داخلة في ذرّيته، والله أعلم.

واتفق أصحابنا على أنه لو قال في الجواب: عليكم لم يكن جوابًا، فلو قال: وعليكم بالواو فهل يكون جوابًا؟ فيه وجهان لأصحابنا؛ ولو قال المبتدىء: سلام عليكم، أو قال: السلام عليكم، فللمُجيب أن يقول في الصورتين: سلام عليكم، وله أن يقول: السلام عليكم، قال الله تعالى: {قالُوا سَلامًا، قالَ سَلامٌ} قال الإِمام أبو الحسن الواحديّ من أصحابنا: أنت في تعريف السلام وتنكيره بالخيار؛ قلت: ولكن الألف واللام أولى.

[فصل]:

[3/ 609] روينا في صحيح البخاري، عن أنس رضي الله عنه،

عن النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تُفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلَّم عليهم سلَّمَ عليهم ثلاثًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015