الجواز، والمشهور في كتب الفقه لأصحابنا وغيرهم أنه يُستحبّ تقديمُ الصلاة على الخطبة لأحاديث أُخر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدَّمَ الصلاةَ على الخطبة، والله أعلم.

ويُستحبّ الجمع في الدعاء بين الجهر والإِسرار ورفع الأيدي فيه رفعًا بليغًا. قال الشافعي رحمه الله: وليكن من دعائهم: اللَّهُمَّ أمَرْتَنا بِدُعائِكَ، وَوَعَدْتَنا إِجابَتَكَ، وَقَدْ دَعَوْناكَ كما أمَرْتَنا، فأجِبْنا كما وَعَدْتَنا؛ اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَيْنا بِمَغْفِرَةِ ما قارَفْنا، وإِجابَتِكَ في سُقْيانا وَسَعَةِ رِزْقِنا، ويدعو للمؤمنين والمؤمنات، ويُصلِّي على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ويقرأ آيةً أو آيتين، ويقول الإِمام: أستغفرُ الله لي ولكم. وينبغي أن يدعوَ بدعاء الكرب وبالدعاء الآخر: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيا حَسَنَةً، وغير ذلك من الدعوات التي ذكرناها في الأحاديث الصحيحة.

قال الشافعي رحمه الله في "الأم": يخطب الإِمامُ في الاستسقاء خطبتين كما يخطب في صلاة العيد، يُكَبِّر الله تعالى فيهما، ويحمَده، ويصلي على النبيّ صلى الله عليه وسلم، ويُكثر فيهما الاستغفار حتى يكون أكثر كلامه، ويقول كثيرًا {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إنَّهُ كانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح:10ـ11] ثم رُوي عن عمرَ رضي الله عنه أنه استسقى وكان أكثر دعائه الاستغفار. قال الشافعي: ويكون أكثر دعائه الاستغفار، يبدأ به دعاءَه، ويفصلُ به بين كلامه، ويختم به، ويكون هو أكثر كلامه حتى ينقطع الكلام، ويحثّ الناس على التوبة والطاعة والتقرّب إلى الله تعالى.

136 ـ بابُ ما يقولُه إذا هَاجَتِ الرِّيح

[1/ 454] روينا في صحيح مسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالت:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015