وأولاده، وغلمانه، وجيرانه، وأصدقائه، وكل من كانت بينه وبينه معاملة أو مصاحبة، أو تعلّق في شئ.

وينبغي أن يوصيَ بأمورِ أولادِه إن لم يكن لهم جدٌّ يَصلحُ للولاية، ويُوصي بما لا يتمكن من فعله في الحال، من قضاء بعض الديون ونحو ذلك.

وأن يكون حسنَ الظنّ بالله سبحانه وتعالى أنه يرحمَه، ويستحضر في ذهنه أنه حقير في مخلوقات الله تعالى، وأنْ الله تعالى غنّي عن عذابه وعن طاعته، وأنه عبدُه، ولا يطلبُ العفوَ والإحسان والصفح والامتنان إلا منه.

ويستحبّ أن يكون مُتعاهداً نفسه بقراءة آياتٍ من القرآن العزيز في الرجاء، ويقرؤُها بصوت رقيق، أو يقرؤُها له غيره وهو يستمع.

وكذلك يستقرئ أحاديث الرجاء، وحكاياتِ الصالحين وآثارَهم عند الموت، وأن يكونَ خيرُه مُتزايداً، ويحافظ على الصلوات، واجتناب النجاسات، وغير ذلك من وظائف الدين، ويصبر على مشقة

ذلك، وليحذرْ من التساهل في ذلك، فإن من أقبح القبائح أن يكونَ آخِرُ عهده من الدنيا التي هي مزرعة الآخرة التفريط فيما وجب عليه أو ندب إليه.

وينبغي له أن لا يقبل قول من يخذله عن شئ مما ذكرناه، فإن هذا مما يُبتلى به، وفاعل ذلك هو الصديق الجاهل العدوّ الخفيّ فلا يقبل تخذيله، وليجتهد في ختم عمره بأكمل الأحوال.

ويستحبّ أن يوصي أهله وأصحابه بالصبر عليه في مرضه، واحتمال ما يصدر منه، ويوصيهم أيضاً بالصبر على مصيبتهم به، ويجتهد في وصيتهم بترك البكاء عليه، ويقول لهم:

417 - صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " المَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكاءِ أهله عليه " (?) فإيَّاكم - يا أحبائي - وَالسَّعيَ في أسباب عذابي.

ويُوصيهم بالرفق بمن يخلفه من طفل وغلام وجارية وغيرهم ويوصيهم بالإِحسان إلى أصدقائه ويعلّمهم:

418 - أنه صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إِنَّ مِنْ أبَرّ البِرّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أهْلَ ود أبيه ".

419 - وصحّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان يكرم صواحبات خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها ".

ويستحبّ استحباباً مؤكداً أن يوصيهم باجتناب ما جرت العادة به من البدع في الجنائز، ويؤكد العهد بذلك.

ويُوصيهم بتعاهده بالدعاء وأن لا ينسوه بطول الأمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015