قال: نعم نبي مكلف، قال: قلت: يا رسول الله؟ كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضع عشرة، جمًّا غفيرًا، وقال: مرة ثلاثمائة وخمسة عشر، قلت: يا رسول الله آدم نبي قال: نعم نبي مكلف)).

وإذا كان آدم -عليه السلام- هو أول الأنبياء؛ فإن نوحًا -عليه السلام- هو أول الرسل دل على ذلك القرآن والسنة، فمن القرآن قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} (النساء: 163).

ومن السنة ما جاء في أحاديث الشفاعة في (الصحيحين): ((وفيها فيأتون نوحًا -عليه السلام- فيقولون: يا نوح أنت أول رسل الله إلى أهل الأرض، وقد سمَّاك الله عبدًا شكورا)) وقد علم: أن هناك فارقًا بين النبي والرسول؛ لقوله تعالى: {وَمَا أََرْسَلْنا مِنْ قبلِك مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إلاَّ إذَا تَمَنَّى} (الحج: 52) الآية.

وهذا العطف يقتضي المغايرة، وإن كان بينهما اشتراك في مهمة التبشير والإنذار، وقد قيل في الفارق بين النبي والرسول: إن النبي من أوحي إليه بشرع، ولم يؤمر بتبليغه، والرسول من أوحي إليه بشرع، وأمر بتبليغه، وهذا لا نطمئن إليه؛ فكيف لا يؤمر النبي بالتبليغ؟.

وقال الآلوسي: الرسول من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله، فالرسول هو الذي يأتي بشرع جديد، أو بأحكام وتشريعات مفصلة، والنبي هو الذي لم يأت بشرع جديد، وإنما بنى على شرع من سبقه، أو جاء بدعوةٍ مجملةٍ تدعو إلى أصول الإيمان بالله تعالى، وقواعد الخلق الذكي، وليس من اللازم أن تحوي شرائع وأحكامًا جديدة.

أو أن النبي من أمره الله أن يدعو إلى شريعة سابقة دون أن ينزل عليه كتابًا أو يوحي إليه بحكم جديد ناسخ أو غير ناسخ، وأما الرسول: فهو من بعثه الله إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015