وتوحيد صحيح، وكتاب محكم لم يحرف، وسنة مبينة ومفسرة، ولن نجد هذا إلا في دين الإسلام؛ حيث كتاب الله تعالى، وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فإذا اختلطت علينا الأمور فاتباع القرآن، والسنة بفهمِ سلفِ الأمةِ، لا سبيل لمعالجة الانحراف عن الدين الصحيح إلا باتباع منهج الله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام: 153).
إن دين الإسلام هو دين الفطرة، وإن دين الإسلام هو دين العقل، وهذه الفطرة التي يمكن أن تخرج عن مسارها الصحيح لا ضابط لها إلا الوحي، وهذا العقل الذي يعتريه القصور لا يكمله إلا الشرع، ومن ثم فطرق معالجة هذا الانحراف هو العودة إلى المنهج الصحيح، أو الدين الحق، والالتزام بالعقيدة الصحيحة التي تتفق مع الفطرة، وتتناسب مع العقل.
ولذلك نقول هنا: إن الدين دين التوحيد، وهو دين الفطرة، ودين العقل هو التوحيد فطرة وعقل، إن سلامة العقل توجب احترام الحقائق، وإدراك الوقائع والوقوف بالظنون عند حدودها، ورفض الأوهام، وعدم الإيمان بالخرافات، والإنسان بفطرته التي خلقه الله عليها يدرك وحدانية الإله مثلما هو يدرك بفطرته أن العدل جميل، والظلم قبيح، وأن العلم مفخرة، وأن الجهل معرَّةٌ، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (الروم: 30).