ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (الروم: 7) فمع هذه الغفلة عن الآخرة، وعن الدين ننظر إليهم، وإلى واقعهم، لقد جربوا كل ضروب السعادة فيما يظنون، وفنون السكينة فيما يزعمون، لكنهم لم يجدوها إلَّا مع الدين سيما أسلموا لله رب العالمين، واعتنقوا الدين الحق، فالحمد لله رب العالمين.
ما هي عوامل الانحراف عن الدين الصحيح؟ وما طرق معالجة هذا الانحراف؟
كما ذكرت لك الدين، وأهميته وضرورته لكن هل كل دين صحيح أم أن البشرية قد انحرفت عن الدين الصحيح، وإن كانت البشرية قد انحرفت عن الدين الصحيح، فمنذ متى ولِمَ؟ ما هي أهم عوامل الانحراف عن الدين الصحيح؟
اعلم -رحمك الله- أنه من المعلوم أن الانحراف طرأ على البشرية؛ لأنها نشأت مستقيمة على دين صحيح أوحى الله به إلى آدم -عليه السلام- واستمرت الأجيال عليه قرونًا عديدة -كما سبق بيانه- ولكن وقع الانحراف بعد ذلك عن الدين الصحيح لأسباب أهمها:
أولًا: عداوة الشيطان للإنسان وتربصه به.
وقد علم أن الشيطان أعلن عن عدائه لآدم وبنيه منذ البداية، أو مع حادثة امتناعه عن السجود لآدم -عليه السلام- فقد توعد آدم، وذريته بالإغواء والإضلال بكل ما يستطيع، وكما حدث القرآن الكريم عنه قائلًا: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} (ص: 82 - 83) وكذا قال ربنا عنه {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (الأعراف: 16، 17).
وقال تعالى في الحديث القدسي: ((إني خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فَاجْتَالَتْهُم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم)) فالشيطان يوسوس