11 - تيميس: وهي عندهم آلهة العدالة والقانون والسلام، ويمثلونها، وهي تقبض بإحدى يديها على السيف وترفع بالأخرى الميزان، وقد وضعت عصابة فوق عينيها رمزًا لعدم التحيز لأحد المتخاصمين.

12 - أيروس أو كيبيود: كان رمز الحب، قد علم أبوه وقت ولادته أنه سيكون مبعث المتاعب والشقاء، وأراد التخلص منه، ولكن أمه فينوس أخفته عن أبيه في الغابات وأرضعته بلبان الماعز، ويمثلونه بطفل جميل له جناحان، وفي يده قوس وبجعبته سهام، وهو يصيب بها الناس خبط عشواء.

13 - جوفيتيس: وهي ساقية الآلهة، ورمزوا لها بامرأة توجت رأسها بالأزهار وفي يدها قدح، وقد زعموا أنها عندما تزوجت خلفها في عملها جنياميد، وكان أمير الطلعة فاختارته الآلهة ليكون لهم ساقيًا، فحمله نسر وطار إلى جبل الألمب.

وهكذا، ما من شيء إلا نسبوه إلى إلهٍ من آلهتهم العديدة، التي ذكرنا بعضها، والتي قدّسها اليونانيون، وجعلوها آلهة وعبدوها، وقدموا لها قرابين خشية بطشها أو تزلفًا إليها ابتغاء مرضاتها، وتصوّرها على هذه الصورة الساذجة البلهاء التي تدل على طفولة فكرية، وبدائية عقائدية في وقت نمت فيه حضارتهم العلمية والمادية والأدبية إلى مستوى راقٍ يُحسدون عليه، وهذا يؤكد لنا عدم تطور الدين من الشرك إلى التوحيد كما زعم أصحاب هذه النظرية، كما يؤكد لنا الفصل الكامل بين التطور في الحضارة، والتطور في الناحية الدينية؛ ففي الوقت الذي نجد فيه تطورًا في الحضارة نجد انحدارًا في الدين من التوحيد إلى الشرك، ومن أرباب قليلة إلى أرباب كثيرة، وهذا هو واقع اليونان بما وصلت إليه من وثنية، بل وما آل إليه الأمر من إلحاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015