وتتأتَّى أيضًا أهمية هذه الدراسة على أنها واجب علمي تقتضيه الضرورة الملقاة على عاتق الدعاة إلى الله؛ إذ بهذه الدراسة يستطيع الداعية أن يُزيح الستار عن الرسالات التي تنزلت من قِبَل الحق تبارك وتعالى، خاصة التي أسدل عليها الباطل ستاره حتى ذهب بها، وجاء الناس لأنفسهم بعقائد وتشريعات جديدة تبتعد كل البعد عن دين الله وشرعه.

لذا فيجب على طالب العلم أن يكون على علم بتاريخ الأديان والمذاهب المنتشرة حوله، حتى يستطيع أن يُقارع غيره ممن يخالفونه في الدين الحجة بالحق، والبينة بالبينة، والدليل بالدليل، ويستطيع أن يؤمِّن الأجيال الحاضرة والمقبلة من خطر المنصرين، وأن يأمن على دينه مما يحيط به من أخطار وأهوال.

إذن ترتكز هذه الأهمية في أن المسلم يحافظ على دينه، ويكون على بصيرة وبينة من الأمر بمعرفة الحق من الباطل، ويحصن نفسه من خطر المنصرين.

وأما بالنسبة للداعية خاصة حتى يستطيع أن يدعو إلى الله -عز وجل- على بصيرة وعلم، وأن يجادل غير المسلمين بالتي هي أحسن.

عرض سريع لتاريخ علم الأديان:

حيث يدور في فلك بدايته مع العصر الفرعوني، وإلى نهاياته حيث النهضة الأوروبية، فنقول وبالله التوفيق: كلمة تاريخ الأديان كلمة معربة عن لغة الفرنجة، والتسمية بهذا الاسم مستحدثة لم تعرفها أوربا إلا عند فجر القرن التاسع عشر، على أن الحديث عن العقائد البشرية هو في جوهره شأن قديم، ومعاصر لاختلاف الناس في مللهم ونحلهم، تتسع مادته حينًا، وتضيق حينًا بمقدار تعارف أهل الأديان فيما بينهم، ووقوف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015