يتخيلون الجبل عاليًا إلى مستوى النجوم، وعلى الجملة فإن العقيدة الزرادشتية تؤمن بالآخرة وما فيها.
ثالثا: العبادات:
يقوم الزرادشتي بعبادات معينة يؤديها للإله أهورامزدا، وأهم العبادات مجموعة من الأدعية يتلوها وهو يناجي الإله أو الملائكة أو الأرواح الهائمة، ودور العبادة تعرف بالهيكل؛ حيث تقام الصلوات فيها خمس مرات في اليوم، والهيكل على صورة دائرة في وسطه تقاد النار التي يتجهوا إليها الناس في صلواتهم التي يؤدونها في أوقات مرتبطة بحركة الشمس، كالشروق والزوال والغروب، والصلاة عبارة عن أقوال معينة يرددها المصلي، وهو متجهٌ إلى النار في ثبات، والأقوال هي: أرجو منك أيها الرب الخالق المطلق القدير أن تغفر لي ما ارتكبت من سيئات وما دار بخلدي من تفكير سيئ، وما صدر عني من قولٍ أو عمل غير صالح، إلهي أرجو منك أن تباعد بيني وبين الخطايا حتى أحشر يوم الدين مع الأطهار الأخيار.
وفي مجوسية الفرس المتأخرة نلحظ تقديسًا وتعظيمًا للنار؛ فلا ينبغي للنار أن تطفأ، ولا يلقى عليها ماء، ولا تصلها أشعة الشمس، والبيت الطيب هو الذي توقد فيه نار ولا يخلو معبد منها، وكانت المعابد تسمى بها، وتعرف باسم هيكل النار، ورجال الدين الفارسي يسمون بالموابذة، وعملهم الوعظ والتدريس والتعليم، ولهم منزلة كبيرة في المجتمع، ولهم معاونون يُعرفون بالموابذة، وهم معينون لإقامة الشعائر في المعابد وحراسة النار والمحافظة عليها.