يقال: شرعت الإبل إذا وردت شريعة الماء، ثم استعملها العرب في الطريقة المستقيمة، يقال: شرع له الأمر بمعنى سنه وبيَّن طريقته، والشرع والشريعة نهج الطريق الواضح.
وقال بعض العلماء: سميت الشريعة بشريعة تشبيهًا بشريعة الماء من حيث إن من شرع فيها على الحقيقة المصدوقة رُوي وتطهر، وجاء في (القاموس) الشريعة ما شرع الله لعباده، والظاهر المستقيم من المذاهب كالشرعة بالكسر. وقال ابن عباس -رضي الله عنهما: "الشرعة ما ورد به القرآن الكريم، والمنهاج ما ورد به السنة".
وقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (الشورى: 13) الآية إشارة إلى الأصول التي تتساوى فيها الملل، ويراد بالشريعة كل ما شرعه الله للمسلمين من دين سواء أكان بالقرآن نفسه، أم بسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم، فهي لهذا تشمل أصول الدين أي: ما يتعلق بالله وصفاته، والدار الآخرة وغير ذلك.
والشريعة في الاصطلاح: ما شرعه الله لعباده من العقائد والعبادات، والأخلاق والمعاملات، ونظم الحياة في شعبها المختلفة لتحقيق سعادتها في الدنيا والآخرة، فشريعة الله هي المنهج الحق المستقيم الذي يصون الإنسانية من الزيغ والانحراف، ويجنبها مزالق الشر، ونوازع الهوى، وهي المورد العذب الذي يشفي صدورها، ويحيي نفوسها، وترتوي بها عقولها، ولهذا كانت الغاية من شرع الله استقامة الإنسان على منهج الله؛ لينال عز الدنيا وسعادة الآخرة.