ب- التدرج في الدعوة؛ ليكون البدء بالأمور السهلة المسلمة، ثم يكون الانتقال برفق ولين إلى بقية القضايا؛ حتى لا يسأم المدعو ولا يفر ممن يدعوه.

ج- مراعاة حال المستمع، وذلك لمخاطبة كل إنسان على قدر طاقته، فمن الناس من يستطيع محادثته في العلم ولا يمكن أن نحمله على السير معنا بمقتضى الفطرة، ومن الناس من نستطيع أن نسير بهم على الفطرة من غير أن يكونوا ذوي قدم ثابتة فيها، ومنهم من يكون ذا خلق قويم شديد التمسك بالفطرة والكمال الإنساني، ولكن لا يمكننا مشاورته في تقدير الشئون، وعلى هذا فكل إنسان له خط من الإصلاح يعالج به، ويحمل على الجادة.

د- القدوة، وذلك بتقديم الصورة العملية مع الدعوة النظرية؛ لأن الناس أكثر إلفًا بالعمل، وأسرع طاعة لصاحبه، ومن أقوال "كنفشيوس": أتظنون أني أخفي عليكم شيئًا؟ ما من أمر أعمله إلا فيه إرشاده، وهذه هي طريقتي في التربية.

الاختلاط والمعايشة: وذلك يكون بالعيش شبه الدائم مع المدعوين؛ لأن العزلة تؤدي إلى التنافر، والتعالي يحقق عدم الثقة. ومن أقوال "كنفشيوس": لا يمكن أن أعاشر الطيور والوحوش فلو لم أعاشر هذه الأمة، فمن الذي أعاشره؟ إذا كان واجب كل شخص من آحاد الأمة أن يعتزل في كهف من الكهوف، فمن الذي يبقَى في المدن يعمرها؟ وفي الأرض يفلحها ويزرعها؟ وفي الصنائع يمهر فيها؟ ومَن الذي ينسل ويعمل ليبقى الكون عامرًا ببني الإنسان؟ وإذا كان الاعتزال مقصورًا على الحكماء والفضلاء، فَمَن الذي يربي الإنسان ويؤدبه؟ أم يُترك الناس حائرين لا هادي ولا مرشد. وكان يتجه إلى الجماعات يصلحها ويؤدبها ويعظها، ولا يعتزل ويترك الناس في غيهم يعمهون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015