وارفة الظلال فيجلس تحتها، ويشعر برغبة في المكث تحت الشجرة بعض الوقت، فيرى ما كان يتمنى. يقول: سمعت صوتًا من داخلي يقول بكل جلاءٍ وقوةٍ: نعم، في الكون حق أيها الناسك، هنالك حق لا ريب، جاهِد نفسك اليوم حتى تناله، فجلست تحت تلك الشجرة في الليلة، وقلت لعقلي وجسدي: اسمعَا، لا تبرحَا هذا المكان حتى أجد ذلك الحق؛ لينشف الجلد، ولتنقطع العروق، ولتنفصل العظام، وليقف الدم عن الجريان، لن أقوم من مكاني حتى أعرف الحق الذي أنشده، فينجيني.
واستمر في الجلسة حتى تمت له الإشراقة التي كان يترقبها، ومن وقتها وهو يعرف باسم بوذا، أي: العارف المستيقظ والعالم المتنور.
فبوذا هذا لقبه ومعناه العارف المستيقظ، وغوتاما اللقب الذي سبقه ومعناه الراهب، وسيذهاتا اسمه الذي سُمي به من قبل والديه.
وحين جلس تحت هذه الشجرة المشار إليها سميت الشجرة التي كان يجلس بوذا تحتها شجرة العلم، أو شجرة مقدسة، وتحتل عند البوذيين مكانةً مقدسةً، ويرون ضرورة زرع شجرة واحدة منها في كل قطر؛ ليحج إليها البوذيون. وقد توفي بوذا وأحرق وجمع رماده ووزع على ثمانية أماكن، حيث بنيت بنايات عظيمة في الأماكن الثمانية.
مصادر البوذية:
خلَّفت البوذيةُ نصوصًا كثيرةً جدًّا إلى حد القول باستحالة أن يقرأ كاهن بوذي واحد جميعَ هذه النصوص، ومع هذه الكثرة فإن من الممكن تقسيم النصوص البوذية إلى أربعة مجموعات رئيسة باعتبار اللغة التي كُتبت بها، أو باعتبار المكان الذي حافظ عليها.