ابنة أحد الأمراء، وبرغم النعيم والجاه الذي وجده سيذهاتا، نجده أخذ يفكر في آلام الناس ومتاعبهم لا في طبقته فقط، بل في سائر الطبقات، وأخذ يعيش مع المرضى والعجزة والمعذبين والمضطهدين، حتى وقر في نفسه ضرورة معرفة الكون، والوقوف على أسرار الحياة، ولم يجد مفرًّا من فكرة الملاذ وترك المتع والشهوات، ووضع منهجًا لنفسه طبقه بحزم وصلابة، حيث ترك زوجته وولده وامتطى فرسه وانطلق بعيدًا عن الأهل والمال والقصور؛ ليعيش مرحلةً جديدةً، ولم يقف به الجواد إلا بعيدًا عن أراضي عشيرته، وهناك خلع الحلي والزخارف، ووضعهما على فرسه ووجهه نحو أهله ليعود إليهم بما حمل.

وواصل سيذهاتا سيره على قدمه حتى التقَى براهبين من البراهمة، فبقي معهما وتتلمذ على يديهما، وعزم على أن يقضي معهما بقية عمره؛ ليتحقق له ما يريده. لكنه بعد مرحلة من مشاركتهما في التقشف والزهد، لاحظ أن الزهد عندهما هو الغاية، بينما يتصوره هو وسيلة لمعرفة أسرار الكون، والوقوف على حقائقه، فقرر تركهما وسعَى بنفسه نحو الغاية التي ينشدها.

تأثر سيذهاتا بالتعاليم الهندوسية، وتأثر بميولها نحو العزلة والزهد، والانقطاع والتقشف، وبدأ وحدَهُ يعيش في دنيا الرهبنة، ولذلك سمي بـ"غتاما" أي: الراهب.

لجأ سيذهاتا -أو غوتاما- إلى العزلة والتقشف وأهمل الطعام والشراب، وقام بألوان من الرياضيات، وجهد النفس وقتل الشهوات كما يفعل كهنة البراهمة، إلا أنه بعد مدة رأى أن هذا المنهجَ لا يؤدي به إلى الغاية التي ينشدها، فهجره إلى الاكتفاء بالتفكير والتأمل فقط. وذات يومٍ كان "غوتاما" يمشي وإذا به يرى شجرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015