الضحايا بالكلمة. إنه الذي يسبب لكل خاتمة أن تخرج، وأنه هو اللسان الذي يعلن عن أفكار القلب، إنه هو الذي خلق كل عمل وكل صنعة تصوغها الأيدي، ومشي الأقدام وحركة كل عضو تبعًا لأمره، عن طريق تفكير القلب الذي يتحقق باللسان، ودلالة هذا النص الذي عثر عليه في قطعة منفيس، الذي نقشه الملك "شِباكو" تدل على عقيدة التوحيد واضحة.

وفي طيبة وجد نشيد ديني يتعلق بتسبيح الإله "آمون" جاء فيه: أول من جاء إلى الوجود في الأزمان الأولى آمون، لا إله أتي إلى الوجود قبله ولم يكن معه إله آخر، ليس له أم وليس له أب، وهو من العظمة بحيث يجب أن يسأل الناس عنه، ومن القوة بحيث ينبغي أن يعرف، كل الآلهة ثلاثة: آمون، ورَع، وبتاح، ولا تالي بعده، الخفي اسمه آمون هو رع في وجهه وبتاح في جسده، ترجم عن ولسن في تاريخ النص يرجع إلى سنة ألف وثلاثمائة وواحد وعشرين قبل الميلاد.

وفي القرن الرابع عشر قبل الميلاد يتولى الملك "أخناتون" عرش مصر الموحدة، وينشط في دعوة الناس إلى الإيمان بإله واحد، هو خالق كل شيء وهو المحيي والمميت، ومن أناشيد كهنة أخناتون وهم ينادون الإله قولهم: ما أعظم أعمالك أيها الإله، إنها خافية عن جميع البشر، أيها الإله الواحد الذي لا إله سواه. أنت خلقت الأرض حسب مسرتك. قد خلقت الجلد البعيد لتشرق منه بوجهك لكي ترى عيناك كل ما صنعت يداك. الأرض كلها بين يديك، لذلك أنت الذي صنعتها، فعندما تشرق تحيا الخلائق، وعندما تغيب تموت؛ لأنك أنت مصدر الحياة، وجميع الناس بك يحيون.

وقد تصور البعض أن أخناتون هو أول من دعا إلى التوحيد في مصر القديمة، لكن النصوص المحفوظة في الآثار، خير شاهد على أن التوحيد وجد في مصر قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015