ويا عجبًا لقبر ضم ربًّا ... وأعجب منه بطن قد حواه
أقام هناك تسعًا من شهور لدى ... الظلمات من حيض غذاه
وشق الفرج مولودًا صغيرًا ... ضعيفًا فاتحًا للثدي فاه
ويأكل ثم يشرب ثم يأتي ... بلازم ذاك هل هذا إله
تعالى الله عن إفك النصارى ... سيسأل كلهم عما افتراه
أعباد الصليب لأي معنى ... يعظَم أو يقبح من رماه
وهل تقضي العقول بغير ... كسر وإحراق له ولمن بغاه
إذا ركب الإله عليه كرهًا ... وقد شدت لتسمير يداه
فذاك المركب الملعون ... حقًّا فدسْه لا تبسه إذ تراه
يهان عليه رب الخلق طُرًّا ... وتعبده فإنك مِن عداه
فإن عظمته من أجل أن قد ... حوى رب العباد وقد علاه
وقد فقد الصليب فإن رأينا ... له شكلًا تذكرنا سناه
فهلا للقبور سجدت طرًّا ... لضم القبر ربك في حشاه
فيا عبد المسيح أفق ... فهذا بدايته وهذا منتهاه
ولله در القائل أيضًا:
عجبي للمسيح بين النصارى ... وإلى أي والد نسبوه
أسلموه إلى اليهود وقالوا ... إنهم بعد قتله صلبوه
وإذا كان ما يقولون حقًّا ... وصحيحًا فأين كان أبوه
حين خلى ابنه رهين الأعادي ... أتراهم أرضوه أم أغضبوه
فلئن كان راضيًا بأذاهم ... فاحمدوهم لأنهم عذبوه
ولئن كان ساخطًا فاتركوه ... واعبدوهم لأنهم غلبوه