تحصيله، حتى كانوا هم يقولون: أليس هذا ابن يوسف أليست أمه مريم، أليس أخواه عندنا، فمن أين له هذه الحكمة؟.
وإذا كان كذلك غاية الشهرة والمعرفة عندهم، فلم نص الإنجيل على أنهم وقتما أرادوا القبض عليه لم يحققوه، حتى دفعوا لأحد تلاميذه -وهو يهوذا- ثلاثين درهمًا ليدلهم عليه، فلما قبله لهم -وهي العلامة المتعارف عليها- أمسكوه وربطوه وتركه التلاميذ وهربوا، وتبعه بطرس من بعيد فقال له رئيس الكهنة: أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله؟ فقال له المسيح: أنت قلت ذلك.
تُرى هل يمكن أن تلتبس شخصية المسيح على رئيس الكهنة والجمع الكبير، حتى يستحلفه باسم الله الحي: هل أنت المسيح؟ فيقول له: أنت تقول.
التاسع: وهذا يؤكد لنا أن المصلوب ليس عيسى وإنما غيره يقينًا ألقي عليه شبه عيسى حتى صار الناس في شك منه، فالشبه شبه عيسى، ولكن الدلائل والأحوال تؤكد أنه غير عيسى -عليه السلام- لذلك سأل كبير الكهنة ذلك المصلوب: هل أنت المسيح؟ وليس هذا فقط بل شك فيه كل تلامذته وأنكره أحب التلاميذ إليه، وفي الإنجيل أيضًا أن يسوع -عليه السلام- كان مع تلاميذه بالبستان، فجاء اليهود في طلبه فخرج إليهم وقال لهم: "من تريدون؟ قالوا: يسوع، وقد خفي شخصه عنهم ففعل ذلك مرتين. انظر إنجيل يوحنا.
وفي إنجيل متى: "بينما التلاميذ يأكلون طعامًا مع يسوع قال: كلكم تشكون في هذه الليلة، فإنه مكتوب أني أضرب الراعي فتفترق الغنم، فقال بطرس: فلو شك جميعهم ما أشك أنا. قال يسوع: الحق أقول لك إنك في هذه الليلة تنكرني قبل أن يصيح الديك، وقد كان فقد شهد عليهم بالشك بل على خيارهم وهو