هذا وليس القرآن الكريم وحده هو الذي حكم ببطلان الصلب، بل الإنجيل أيضًا والتاريخ والعقل كذلك، وإليك طرفًا من ذلك.
إبطال دعوى صلب المسيح من الإنجيل:
فإن الذي يقرأ قصة الصلب في الأناجيل، يلاحظ أن الشخص الذي صلبته اليهود لم يكن عيسى -عليه السلام- فيما يلي:
الأول: لم يكن عيسى معروفًا بشخصه لدى رجال الشرطة التي أمرت بالقبض عليه، ولذا أخذوا معهم يهوذا الإسخريوطي ليعينه لهم.
الثاني: ثبت أن يهوذا ندم على استعداده لمعاونة الشرطة في تعيين شخص عيسى من بين التلاميذ، ورد لهم المبلغ الذي أخذه منهم.
الثالث: يحتمل بناء على هاتين الملاحظتين -وهما مذكورتان في الإنجيل نصًّا- أن يهوذا أدركته الندامة قبل وصوله مع رجال الشرطة، إلى المكان الذي فيه عيسى مع تلاميذه، فعين لهم أحد التلاميذ على أنه عيسى، ولم ينكر التلميذ رغبة في إنقاذ معلمه فأخذ وصلب.
ولا يرفع هذا الاحتمال ذهاب مريم المجدلية إلى القبر، وإخبارها بقيام عيسى -عليه السلام- لأنها لم تكن مع التلاميذ حين ذهبت الشرطة للقبض عليه، ولم يخبروها بأن المقبوض عليه ليس عيسى حتى لا ينتشر الخبر، فتعاود السلطات البحث عن عيسى، وكذلك لم يكذبوها حين روت أنه قام من قبره؛ لأن في ذلك رفعًا لشأنه وعاملًا قويًّا لحمل الناس نفسيًّا على الإيمان بالمسيحية.
الرابع: أن اليهود قتلت رجلًا لم تعينه بإقرار الإنجيل، ولم تعرفه إلا بشهادة يهوذا الإسخريوطي أنه ذلك المطلوب، وأما الإنجيل فلا دليل فيه صادق بتحقيق