وقد كان التكفير الذي قام به المسيح هو الصلب، لهذا صلب ورضي الله عن صلبه وهو ابنه، ولماذا؟ لأن الله -عز وجل- لا يعاقب إنسانًا، فأراد أن يعاقب إلهًا مثله، فكان صلب المسيح.
هكذا يفلسف النصارى مسألة صلب المسيح فداء عن الخليقة، وقد كتبوا هذا الكلام في مجلات، ووزعوها على الطلاب المسلمين بالجامعات دعوة للتنصير، وقد كتبها ورد عليها فضيلة الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله تعالى- في كتابه (قذائف الحق).
أما الأناجيل ماذا تقول عن واقعة الصلب؟
إن الناظر في الأناجيل وهي تحكي قصة الصلب، يجد عجبًا فيما اشتملت عليه من تناقضات، وما احتوت عليه من خرافات، وما انتهت إليه من أكاذيب وضلالات.
ونذكر منها على سبيل المثال، جاء في إنجيل متى: "تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح، وابن الإنسان يسلم ليصلب. إن ابن الإنسان ماضٍ كما هو مكتوب عنه، ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان كان خيرًا لذلك الرجل لو لم يولد، فأجاب يهوذا مسلمه وقال: هل أنا هو يا سيدي؟ قال له: أنت قلت، حينئذ قال لهم يسوع: كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة؛ لأنه مكتوب إني أضرب الراعي فتتبدد خراف الرعية، ولكن بعد قيامي أسبقكم إلى الجليل، فأجاب بطرس وقال له: وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك فيك أبدًا.
قال له يسوع: الحق أقول لك إنك في هذه الليلة قبل أن يصيح ديك تنكرني ثلاثة مرات. قال له بطرس: ولو اضطررت إلى أن أموت معك لا أنكرك، هكذا قال