ونقف قليلًا لنذكر رأينا في هذا الكلام فنقول: إن الكائن الواحد قد يكون له عدة صفات، قد يكون طويل القامة أسمر اللون، ذكي العقل، ويمكن أن تنسب إليك صفات أخرى، فهل قلة الصفات أو كثرة الصفات تعني تعددًا في الذات؟ وهل يجوز أن يطلق شخصك نفسه على صفة الطول أو السمرة أو الذكاء؟ وهل يتصور أن تنفصل إحدى الصفات المذكورة، ليطلق عليها الرصاص، أو تتدلى من حبل المشنقة، أو تسمر على خشبة الصليب؟!.
إن الشمس واحدة، ولكن استدارتها وحرارتها وإضاءتها وكثافتها ... إلى آخر صفاتها أعراض لذاتها، والصفة لا تسمى ابنًا ولا خالًا ولا عمًا، ونحن نثبت لله الواحد عشرات الأوصاف الجليلة، بيد أن إثبات الأوصاف شيء بعيد كل البعد عن القول بأن الأب هو الابن، وهو الصديق، وأن خالق الكون هو الذي صُلب على خشبة الصليب في أرضه.
إن التمثيل بالشمس وأوصافها الكثيرة لا يخدم قضية التثليث ولا التربيع في ذات الله، والأمر لا يعدو لونًا من اللعب بالألفاظ. إن الله خالق هذا العالم واحد، وما عداه عبد له أوجده من العدم، ولن تنفك صفة العبودية عن أي موجود آخر سواء كان عيسى أو موسى أو محمد -صلى الله عليه وعليهم- أو غيرهم من أهل الأرض والسماء.
ونريد أن نسأل هل إذا كانت الشمس هي القرص والحرارة والأشعة، فهل يمكن القول بأن الحرارة مثلًا ثلث الشمس؟ لا يقول هذا عاقل؛ لأن الصفة لا تكون