ويقول القس توفيق في كتابه (سر الأزل): "إن تسمية الثالوث باسم الأب والابن والروح القدس، تعتبر أعماقًا إلهية وأسرارًا سماوية، لا يجوز لنا أن نتفلسف في تفكيكها وتحليلها، أو نلصق بها أفكارًا من عندياتنا، وإذا كانت أسرارًا فلماذا أرسل بها رسول مبلغ ونزل بها كتاب". ويقول أيضًا في كتابه (التثليث والتوحيد): "الثالوث سر يصعب فهمه وإدراكه". ويقول القس "باسيلوس" في كتابه (الحق): "أجل إن هذا التعليم من التثليث فوق إدراكنا". انتهى كلامهم، كما أردنا أن نبين عقيدة التثليث عند النصارى بأقلامهم وبألسنتهم.

إبطال دعوى ألوهية عيسى -عليه السلام- وبنوته من القرآن الكريم ومن نصوص أناجيله، وإثبات نبوته

وللرد عليهم نقول -بتوفيق الله عز وجل-:

أولًا: إبطال دعوى ألوهية عيسى -عليه السلام- وبنوته من القرآن الكريم:

نؤمن نحن المسلمين بأن الله عز وجل أزلي أبدي، ليس لأزليته بداية وليس لأبديته نهاية، وأنه -سبحانه وتعالى- منزه عن الجوهر والعرض والجسد، مقدس عن أن يكون له والد أو يكون له ولد، وأنه -سبحانه وتعالى- قوي قاهر لا يهزم ولا يغلب ولا يقتل ولا يصلب، وأنه خالق قادر، خلق عيسى من غير ذكر، وحواء من غير أنثى، وآدم من تراب، وبقية البشر والخلق من ذكر وأنثى، وجعل لنا في ذلك آية.

فنحن نؤمن بأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، ونحن بالإيمان بالمسيح ابن مريم رسول الله أولى، قدرناه حق قدره، وقلنا بفضله المعلوم وفخره، واعتقدنا بمنزلة تقبلها الأفهام وتليق بالعقول والأوهام، ليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015