معتقداتهم؛ فأنكروا إنجيل برنابا الذي يمتاز بقوة التصوير وسمو التفكير، والدقة البارعة والعبارة المحكمة، والمعنى المنسجم؛ حتى أنه لو لم يكن كتاب دين لكان في الأدب والحكمة من الدرجة الأولى؛ لسمو العبارة وبراعة التصوير.
هذا؛ وقد اختلف النصارى مع اليهود في عدد من كتب العهدين أو العهد القديم خاصة؛ كاختلافهم في كتاب إستير، ورسالة يعقوب، والرسالة الثانية لبطرس، والرسالة الثانية ليوحنا، والثالثة ليوحنا، ورسالة يهوذا، والخلاف حول كتاب أزدم، وطوبيا، وباروخ، وإكييزيا، إستيكس، وكتاب المكابيين الأول والثاني، ورؤيا يوحنا - ما بين قبول ورد.
حتى كانت رسائل بولس الذي ادعى أنه التقى مع المسيح، وتحول بولس من عدو لأتباع المسيح إلى رسول يغير رسالة المسيح من الألف إلى الياء لسياسة النفس الطويل، وساعده على ذلك أنه كان نشيطًا دائم الحركة، ذا قوة لا تكل ونفس لا تمل، وكان ألمعيًّا شديد الذكاء بارع الحيلة، قوي الفكرة، يدير الأمور لما يريدها بدهاء الألمعي وذكاء الأروعي، ويسدد السهام لغاياته ومآربه فيصيبها؛ كما كان شديد التأثير في نفوس الجماهير قوي السيطرة على أهوائهم؛ وبذلك صارت المسيحية لبولس، وليس للمسيح -عليه السلام- وكتب بولس رسائله فهو صاحب أربعة عشر رسالة من رسائل الرسل الاثنين والعشرين رسالة.
وقد ادعوا أنه كتب هذه الرسائل بالإلهام، ودعوى الإلهام باطلة قطعًا؛ سيما وأن ما كتبه يوجد فيه من الاختلافات الكثير، والأغلاط الشيء الكثير، والتحريفات المحصورة وغير المحصورة الكثير والكثير؛ فكيف يكتب هذا بالإلهام؟! وكيف يكون إلهامًا، ولم تطابق كتب النصارى أي شروط لما ينبغي أن تكون عليه الكتب؟!.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.