ومما يؤكد أن جبال فاران هي مكة ما جاء في التوراة: "وأقام إسماعيل في برية فاران وأنكحته أمه امرأة من أرض مصر". سفر التكوين الإصحاح 21 فقرة 21.
وقد جاءت هذه البشارة مرة أخرى في كلام حبقوق فيما قبلوه ورضوا ترجمته: "الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران سلاه، جلاله غطى السموات والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور له من يده شعاع، وهناك استنار قدرته" سفر حبقوق الإصحاح الثالث الفقرة 2: 4.
ونظير ما نقلوه ورضوا ترجمته في نبوة حبقوق: "وجاء الله من التيمن، وظهر القدس على جبال فاران، وامتلأت الأرض من تحميد أحمد، وملك بيمينه رقاب الأمم، وأنارت الأرض لنوره، وحملت فيله في البحر". وذلك في كتاب (هداية الحيارى) ولعله من البشارات التي حذفت في العصر الحديث.
ومما يدل على البشارة بالنبي -عليه الصلاة والسلام- في التوراة: قال لي الرب: أحسنوا فيما تكلموا، أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم مثله، وأجعل كلامي في فمه؛ فيكلمهم بكل ما أوصيه به؛ ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه، وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلامًا لم أوصه أن يتكلم به أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى؛ فيموت ذلك النبي، وإن قلتَ في قلبك: كيف تعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب؟! فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث ولم يصير؛ فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب؛ بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف منه.
وهذه البشارة التي جاءت في التوراة سفر التثنية الإصحاح 18 الفقرة 17: 22 تنطبق على النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- لعدة وجوه: أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم دليل على أنه ليس من بني إسرائيل، وإلا لقال من بينهم أو من أنفسهم، ولفظ