وفي السنة ما جاء في محاولتهم قتل النبي -عليه الصلاة والسلام- مما كان سببًا في غزوة بني النضير، كما جاء في سبب نزول هذه الآية عن ابن أبي زياد، فيما أخرجه ابن جرير قال: ((جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بني النضير يستعينهم في عقل أصابه أي: في دية تحملها الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن أصحابه، ومعه أبو بكر، وعمر، وعلي، فقال: أعينوني في عقل أصابني، فقالوا: نعم يا أبا القاسم، قد آن لنا أن تأتينا، وتسألنا حاجة اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا؛ فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ينتظرونه، فجاء حيي بن أخطب، وهو رأس القوم، وهو الذي قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما قال، فقال حيي لأصحابه: لا ترون أقرب منه الآن اطرحوا عليه حجارة فاقتلوه، ولا ترون شرًّا أبدًا فجاءوا إلى رحى لهم عظيمة ليطرحوها عليه فأمسك الله عنها أيديهم حتى جاءه جبريل -عليه السلام- فأقامه من ثم)) فأنزل الله تعالى الآية.
فأخبر الله -عز وجل- نبيه -صلى الله عليه وسلم- ما أرادوا به؛ وبذلك تكون الآية الكريمة، وذكرت المؤمنين بنعمة الله عليهم؛ ليزدادوا له شكرًا وحمدًا، وأشارت إلى ما أراده اليهود من أذى لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحبط الله تعالى كيدهم خيب مسعاهم، ولم تكن هذه هي الحادثة الوحيدة التي حاول فيها اليهود قتل النبي -عليه الصلاة والسلام- بل هناك غيرها الكثير.
ومن أشهرها محاولة المرأة اليهودية أن تسم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقد أخرج الإمام البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((لما فتحت خيبر، واطمأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد فتحها أهديت إليه شاة فيها سم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن لاك منها مضغة ثم لفظها اجمعوا لي من كان هنا من اليهود؛ فجمعوا له، فقال لهم حين اجتمعوا عنده: إني سائلكم عن شيء،