وتضطرب وترجف الأرض؛ فتحصل الزلازل، وينزل المطر كل هذا من بكاء الرب ومن ندمه، وأنه فيه من الطيش ما يجعله يصدر أحكامًا يندم عليها، ويحلف يمينًا غير قانونية فيحتاج إلى من يحلها، وربما صعد إليه أحد الأحبار ليحله من يمينه، وما يحله الأحبار في الأرض، فهو محلول في السماء، وأنهم سمعوا الرب يصرخ، ويقول: يا لشقائي، ومن ينقذني من قسمي هذا، وأنه حنث الرب في يمينه بقصد الإصلاح بين إبراهيم، وزوجته سارة.
رب ليس معصوم من الطيش؛ لأنه عندما غضب، واستولى عليه الطيش غضب على بني إسرائيل، وحلف بحرمانهم من الحياة الأبدية، لكن رجع فندم على ذلك عند ذهاب الطيش منه، ولم ينفذ ذلك اليمين؛ لأنه عرف أنه فعل فعلًا ضد العدالة، وصار يتخذ اليهود أبناء وأحباب، وندم ندمًا عظيمًا لما أنزله باليهود وبالهيكل وظل يصرخ ويلطم، ويقول: الويل لي؛ لأني تركت بيتي ينهب وهيكلي يحرق، وأولادي يشتتون سبحان الله العظيم، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.
كذا يزعم اليهود إن كان كما في التوراة، أو في التلمود أن الرب على هذا النحو فأي رب هذا، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا هل مثل هذا يسمى إيمان بالله، وهل مثل هذا يسمى توحيد لله تعالى الله عما يقول اليهود علوًّا كبيرًا، تلك لفتة إلى معتقدهم في الله -عز وجل- الإيمان بالله؛ فهذا إيمانهم، فهل مثل هذا يسمى إيمان إن لم يكن هذا هو الكفر الصراح البواح فأي الكفر يكون؟ وإن لم يكن هذا هو الشرك، فأي توحيد يكون، أو أيُّ شرك يكون.
وأنتقل من الكلام عن الإيمان بالله إلى الإيمان بالملائكة، نحن لا نجد عند اليهود ما يشير إلى إيمانهم بالملائكة إلا بمفهوم المخالفة أنهم يعادون ملائكة الرحمن عامة، وجبرائيل، وميكائيل بصفة خاصة، وتشتد العداوة لجبريل -عليه السلام- سفير الله لأنبيائه، ومنزل الوحي على رسل الله، على نحو ما نقرأ في كتاب الله: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا