كما قال تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا} (الأعراف: 155) بل إن موسى -عليه السلام- نفسه لم يَرَ الله -عز وجل- كما قال القرآن الكريم: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} (الأعراف: 143).

وفي التوراة ما يدل على أن الإله الذي يعبده اليهود لا يمكن أن يكون إلهًا، ففيه من الخصال ما لا يتفق حتى مع الكاملين من البشر، فتخاطب التوراة الرب قائلة: "ارجع عن حمو غضبك، واندم على الشر بشعبك، واذكر إبراهيم وإسحاق وإسرائيل عبيدك، فندم الرب على الشر الذي قال: إنه يفعله بشعبه" سفر الخروج الإصحاح 32 الفقرة 12: 14 بتصرف.

أقول: ولقد تكرر هذا التجسيم في مواطن متعددة بوصف ساذج للألوهية مماثل للبشر مماثلة صارخة، فقيل في عهد الإله إليهم، وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح أنه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل، وصوت بُوقٍ شديد جدًّا، فارتعد كل الشعب الذي في المحلة، وأخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة الله في أسفل الجبل، وكان جبل سيناء يدخن من أجل أن الرب نزل عليه بالنار، وصعد دخانه كدخان الأتون، وارتجف كل الجبل جدًّا؛ فكان صوت البوق يزداد اشتددًا جدًّا، وموسى يتكلم، والله يجيبه بصوت، ونزل الرب على جبل سيناء إلى رأس الجبل" سفر الخروج الإصحاح التاسع عشر من فقرة 16: 20.

وهناك غير ذلك الكثير مما زعمته التوراة المحرفة في وصف الله -عز وجل- فأي توحيد هذا، وأي رب هذا الذي وصف بصفات بشرية؟ إن الله -عز وجل- لا يشبه أحدًا من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015